إنتشار الذكاء الإصطناعي امتداد لأربع موجات متتالية

إن هذه المرحلة التاريخية التي تشهد إنتشار الذكاء الإصطناعي هي امتداد لأربع موجات متتالية، حسب د.كاي-فو لي Kai-Fu Lee. وهو عالم كمبيوتر وباحث ورجل أعمال وكاتب أمريكي من أصل تايواني. رئيس تنفيذي ومؤسس شركة صينية لرأس المال الاستثماري  Sinovation Ventures، التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي. والرئيس السابق لشركة Google Chine 

حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كارنيجي ميلون. ولديه ثلاثون عامًا من الخبرة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. وهو أول من صمم برنامج متكامل للتعرف على الكلام في أطروحته. شغل مناصب قيادية في كل من غوغل، آبل ومايكروسوفت وسليكون غرافيكس وبايدو.

الموجة الأولى: الذكاء الاصطناعي في الانترنت Internet AI

وتخص الخوارزميات المستعملة بكثرة في تطبيقات الأنترنت. مثلا في مواقع الأخبار ومحركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي. وخوارزميات الإعلانات الموجهة التي نراها ومقاطع الفيديو التي نشاهدها والأخبار التي نقرؤها. والتي تعتمد بشكل كبير على البيانات.

وفي هذه المرحلة كانت الأسبقية للولايات المتحدة الأمريكية. ولكن الصين تفوقت بمراحل في هذا المجال من خلال تطبيقها لمبدأ النسخ والتقليد “Copycats”. والهندسة العكسية “reverse engineering” للتطبيقات الأمريكية. ثم تطويرها لتناسب المستهلك الصيني في سوق يتفوق في كمية البيانات المتاحة وجيوش العلماء والمهندسين المختصين. وطبعا تحت أعين الحكومة الصينية التي تمول وتراقب وتقنن.

الموجة الثانية: الذكاء الاصطناعي “في العمل Business AI”

وهو الذي تستخدمه على سبيل المثال لا الحصر شركات التأمين لتحديد المخاطر. ودوريات الشرطة، والبنوك لتحديد الائتمان. وصناديق الاحتياط والبورصات لتداول الأسهم. وشركات الأدوية لتصميم الأدوية.

وهي ما يسميها البعض بأسلحة التدمير الرياضياتي أو خوارزميات الاضطهاد (للإطلاع على المزيد حول هذا اضغط هنا). وفي هذه الموجة تتفوق الولايات المتحدة أكثر من الصين. والسبب الذي يجعل الولايات المتحدة تقود في هذا المجال هو نفس السبب الذي يجعل الصين تقود تطبيقات المستهلك وهو “توفر البيانات”. لطالما استخدمت الشركات الأمريكية قواعد البيانات لتخزين كميات هائلة من المعلومات بتنسيقات يسهل لبرمجيات الذكاء الاصطناعي الوصول إليها.

الموجة الثالثة: الذكاء الاصطناعي “القائم على الادراك Perception AI”

وهو الذي يمكنه التعرف على الأشياء والأصوات والوجوه من خلال خوارزميات تعلم الآلة والتعلم العميق. وذلك في اطار التعرف والادراك الحاسوبي القائم على الثلاثية Detection,recognition and identification. وهذه الموجة من إنتشار الذكاء الإصطناعي ظهرت للتو.

الموجة الرابعة: الذكاء الاصطناعي “المستقل Autonomous AI”.

وهي الموجة الأكثر ضخامة – والتي لا يمكن التنبؤ بها- وتعرف من خلال دمج جميع الموجات السابقة. يمنح الذكاء الاصطناعي المستقل الآلات القدرة على الإحساس بالعالم من حولها والاستجابة له. مما يمكنها من التحرك والعمل بشكل منتج. فنحن على دراية باختبارات المركبات ذاتية القيادة مثلا حيث يعتمد تطوير السيارات ذاتية القيادة في الغالب على جمع المزيد من بيانات العالم الحقيقي. التي تقوم بها شركات تسلا وغوغل وشركات أخرى.

تعمل الشركات الصينية أيضا على تطوير سيارات ذاتية القيادة، لكنها تستعين بخبراء يعملون لدى الشركات الأمريكية الرائدة في هذا المجال المعقد منذ سنوات. وفي الموجات الأربعة فالكاتب يطرح فكرة و حقيقة التفوق المستقبلي للصين فبينما تتأخر الشركات الصينية “حاليا” وراء الشركات الأمريكية، إلا أنها تواجه قيودا أقل وتحظى بدعم حكومي وكمية بيانات أكبر نسبيا من الشركات الأمريكية.

ملاحظة: هذا النص ملخص الفصل الثاني  (Copycats in the Coliseum) من كتاب ” AI Superpowers: China, Silicon Valley, and the New World Order

الكاتب: أحمد نسيم محمدي

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى