متطوعون جزائريون يجوبون البلدان الافريقية الفقيرة

لا تسافر دائما إلى الدول المتقدمة والمدن المشهورة، هناك أماكن في افريقيا تستحق أن تزورها وفيها ماتحتاج أن تكتشفه وما عليك فعله هناك. اكتشف تجربة “قل هذه سبيلي” قد تشجعك على فعل ذلك.

ياسين سليمان بوعصبانة، شاب جزائري ولد في مدينة غرداية سنة 1990، مؤسس فريق “قل هذه سبيلي” للسياحة التطوعية المتخصصة في مختلف الدول الإفريقية مثل تنزانيا وأوغندا. ومتطوع مع وزارة الثقافة الهندية في نيودلهي.

تميز ياسين بنشاطه في السياحة التطوعية التي تهدف إلى العمل الخيري خاصة في الدول الفقيرة، وتقديم المساعدة الإنسانية و التبادل الثقافي.

يقوم فريق “قل هذه سبيلي” بالتجول في دول وسط وشرق افريقيا الفقيرة لنشر الفرحة على وجوه الأطفال والمساعدة في حفر آبار مياه عذبة وحل مشكلة العطش. ساهم الفريق في إنشاء عدد من المدارس المتنقلة بين المدن الأفريقية التي لا يتمتع أطفالها بتعليم لائق.

كل يوم قصة ملهمة

خلال شهر رمضان، أطلق الفريق برنامجا يوميا عبر صفحة الفيسبوك، ينقل كل يوم قصة ملهمة مستنبطة من جولاته  في ربوع الشرق الإفريقي قصد نقل واقع الناس هناك، وأخذ العبرة وبحث سبل التعاون معهم. وجاءت القصة الأولى من البرنامج من دولة “أوغندا” التي تقع على خط الاستواء، وقرية “نماوا”، التي وجد فيها الفريق إسلاما خاصا، معبرا عنها: “حين التقينا بأهلها المسلمين الذين لا يحفظون شيئا من القرآن، حتى سورة الفاتحة …لا يُصَّلون إلا إذا كان معهم إمامهم الوحيد الذي يحفظ القليل من القرآن.

مسجدهم كان متهدما حتى زرناهم، فخصصنا لهم يوما لتحفيظهم سورة الفاتحة، وبنينا لهم قسمين دراسيين لتعليم أبنائهم وتكفّل محسن عماني ببناء المسجد”، كل هذا حصل في 3 أشهر.

 

 

 

في اليوم الثاني من رمضان نشر الفريق قصة “ابتلاء يقابله سعادة وإرادة”، جاءت من شمال تنزانيا، وبالضبط مدينة “تانغا” المطلّة على المحيط الهندي، في قرية “جونبيرو”، يقول الفريق: “استلهمنا جرعات الإرادة والأمل من هذه الفتاة الجالسة على الأرض، هي فتاة قد بلغت سن الثلاثين (30)، صمّاء لا تسمع، بكماء لا تتكلم، معوقة تمشي زحفاً… لكن كل هذا لم يمنعها أن تتحدى وترضى بقضاء الله وتعمل في صنع قفف الجريد التي ترسلها إلى المدينة لبيعها وبذلك الدخل اليسير تعين جدّها الكبير الذي يعمل في الزراعة  والغريب من كل هذا، أن الابتسامة لا تغادر محيّاها”.

نموذج لتحقيق أفكاركم

في كل يوم من أيام رمضان، يقدم الفريق الذي أسسه ياسين تجربة ملهمة من تجاربه في هذه الدول. وعلى أمل توسيع نشاطه إلى آسيا وأمريكا الجنوبية، يبقى فريق ياسين نموذجا للشاب الجزائري الذي ينفذ أفكاره.

 

نقل الفريق في شهر جانفي 2018، قصة شيخ كبير بلغ من العمر 80 سنة، سافر من الكونغو إلى تنزانيا عبر مراحل عديدة، لا لشيء إلا ليتعلم القراءة والكتابة، ويتلقى أمور دينه.

أصبح طالبا مجدا في معهد دار العلم بـ”إرينغا”، وهو يدرس مع طلبة في سن أحفاده الذين يقارب عمره 15 سنة، وكله همة واقدام، حيث قضى لحد الان 3 سنوات في المعهد، تدرج فيها بين مختلف المستويات الأولى، وتبقى له سنتان في المتوسط، و3 سنوات في الثانوي، وخلال طول الفترة لم يتصل باولاده ولا باهله لبعد المسافة، وقد ترك 12 ولدا، وعددا من الأحفاد، لايعلم لحد الان عددهم بسبب طول مدة الفراق.

يذكر أن الشاب تحصل على شهادة البكالوريا سنة 2008 في شعبة الأدب والفلسفة، أكمل دراسته الجامعية في جامعة الجزائر1، تخصص العلوم الإسلامية، أين تحصل على شهادته الجامعية بأبحاثه حول “صورة الإسلام في الكتب المدرسية البريطانية”. شارك ياسين في العديد من البرامج التربوية في إطار الدروس الصيفية والملتقيات الجامعية ولكنه تميز أيضا بنشاطه في السياحة التطوعية.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى