قصة هروب الشهيد زيغود يوسف من السجن

يعتبر الشهيد زيغود يوسف من أشهر وأبرز المجاهدين الجزائريين خلال ثورة التحرير الكبرى ومن الشهداء الذين خلد التاريخ نضالهم. خاصة وهو البطل الذي جاهد واعتقل ودخل السجن وفر منه قبل أن يسقط شهيدا.

زيغود يوسف الحداد الثائر

نال زيغود يوسف الشهادة الابتدائية باللغة الفرنسية في بداية الثلاثينات. بعد ذلك اضطر إلى التوقف عن الدراسة بسبب ظروف الفقر التي كان يعيشها. هكذا وأمام أعباء الحياة اضطر زيغود يوسف أن ينقطع عن الدراسة ويبحث عن عمل يوفر له أسباب العيش الضرورية.

تردد على عدد من دكاكين منطقته السمندو في قسنطينة بحثا عن عمل، وجده عند أحد المعمرين الفرنسيين يدعي پول بیرنار فضمه إليه للعمل في محل الحدادة (حداد) تحت شروط مجحفة وجائرة، اذ فرض عليه أن يعمل بدون أجرة خلال فترة التدريب.

كان زيغود يوسف وهو يعمل كحداد يلاحظ بفكره الثاقب الحاد مدى الجور والتعسف والتسلط الإستعماري على المواطنين الجزائريين مما أيقظ فيه الروح الوطنية وجعل منه شعلة تحفز للثورة على ذلك الوضع الظالم.

وظل يعمل صامتا دؤوبا. وبعد جهد شق استطاع أن يوفر نصيبا من المال وأن يصبح شريكا لذلك الفرنسي في محل الحدادة. وقتها عرف زيغود نوعا من التحسن في أحواله المادية مما غرس في نفسه أكثر غريزة الاعتماد على النفس والعصامية الخلاقة التي هي سمة العباقرة العظماء.

نضال زيغود يوسف

التحق زيغود يوسف بالنضال في المنظمة السرية (أوس) لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية وأشرف على هذا التنظيم. وذلك إلى أن اكتشف العدو الفرنسي أمره سنة 1950 وتم اعتقاله مع مئات المناضلين أين وضع في سجن عنابة.

الهروب من السجن

في انتظار المحاكمة كان المناضل زيغود يوسف يفكر في طريقة للهروب من السجن، فقرر صنع مفتاح لباب السجن صنعه بنفسه وهو الحداد. وبعد تجاوز الصعوبات في حصوله على قطعة حديد وصقلها وصناعة المفتاح في سرية تامة.

وتمكن من الهرب في ليلة 21 أفريل سنة 1951 من سجن عنابة ومعه ثلاثة مناضلين هم بركات سليمان، عمار بن عودة وعبظ الباقي بخوش. وتوجهوا بعدها إلى الشيخ بوشريحة بولعراس في منطقة السمندو.

العودة للنضال مجددا

وصل الشهيد زيغود يوسف في شهر جوان من نفس السنة من إلى منطقة الأوراس التي نشط فيها لمدة زمنية قبل العودة إلى قسنطينة. والتحاقه بثورة أول نوفمبر 1954 ونضاله المستمر إلى غاية استشهاده.

إقرأ أيضا: ماذا قال ألبر كامو في كتابه المقصلة عن الشهيد أحمد زبانة

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى