طائر الحسون .. كيف أحبه الجزائريون عبر التاريخ؟!

طائر الحسون لطالما أحبه الجزائريون عبر التاريخ. يتغنون بجماله ويربونه في بيوتهم. يسمونه “المقنين” ويفضلونه عن باقي الطيور خاصة في العاصمة.

كتاب عن علاقة الجزائريين بالمقنين

سهام بوطاطة، إعلامية ومختصة نفسانية، من أب جزائري وأم سورية. تقيم في فرنسا، وتزور من حين لآخر الجزائر. صدر لها مؤخرا كتاب عن طائر الحسون أو المقنين، تحت عنوان “كآبة المقنين”. بعد أن لاحظت في زيارتها الأخيرة وهي تتجول في مدن الجزائر، خاصة العاصمة، اهتمام سكانها وخاصة الشباب بتربية الطيور، لا سيما طائر الحسّون، أو المقنين كما يطلق عليه شعبيا.

تفاجأت سهام بتواجده في كل مكان تقريبا: داخل الأقفاص في الشرفات، على الجدران، في الأسواق الشعبية، عند الحلاق، في محلات بيع المواد الغذائية… وهو أمر أثار دهشتها، هكذا بحثت وسألت، لتستخلص أن طائر المقنين، يحمل مكانة متميزة في وجدان الجزائريين.

ويمتد شغف الجزائريين بطائر المقنين عبر التاريخ. وربما لهذا السبب كتبت سهام بوطاطة في الغلاف، كعنوان فرعي: “عندما يرتبط تاريخ الجزائر بشذو طائر المقنين”.

قصيدة طائر الحسون في السجن

وهذه ليست المرة الأولى التي يكتب فيها جزائري عن طائر الحسون أو المقنين، فقد كتب في مديحه الفنان الشعبي الراحل الشيخ محمد الباجي قصيدة جميلة وعميقة المعاني. كتب كلماتها في سجن سركاجي، يومها كان محكوما عليه بالإعدام من طرف الاستعمار الفرنسي. وكان يتقاسم نفس الزنزانة مع الشهيد بوعلام رحال الذي أعدم، وهو في ريعان شبابه.

هذه الحادثة أوحت للباجي كلمات القصيدة، التي يقول مطلعها: يا المقنين الزين، يا أصفر الجنحين يا أحمر الخدين، يا كحيل العينين هذي مـدة وسنين وأنت فالقفص حزين، تغني بصوت حنيـن، لا من يعرف غناك منيـن.

المقنين الحزين

وتحولت القصيدة بعد ذلك إلى أغنية قام بأدائها الفنان الشعبي الراحل عمر الزاهي وكذلك الفنانة نعيمة الدزيرية. واكتسبت الأغنية شهرة واسعة ومازال العديد من الجزائريين يتغنون بها إلى غاية اليوم. وتعتبر من الأغاني التراثية والشعبية العريقة في الجزائر بشكل عام والعاصمة بشكل خاص.

ويتميز طائر الحسون بجاذبيته وحجمه الصغير وبجماله. يتمتع بريش براق وملون، ووجه أحمر فاتح وجناحين أسودين يتهلا كل واحد منهما خط أصفر ذهبي. ويتشابه ذكر الحسون والأنثى إلى درجة يصعب التفريق بينهما.

المصدر: سوبرنوفا/بوداود عمير

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى