السمنة عند الأطفال : مخاطرها وطرق الوقاية منها

يتساءل الآباء والأمهات بشكل خاص كيف يمكن أن تجنب السمنة عند الأطفال وفي نفس الوقت ضمان تغذية متوازنة لهم؟ في هذا المقال تجيب وردة عترون، خبيرة تغدية في شيكاغو عن هذا التساؤل عبر مجلة سوبرنوفا.

السمنة والبدانة وباء يهدد مجتمعات كثيرة في العالم وعند الأطفال بشكل خاص. وأصبح هذا الموضوع حساس جدا لأن الأرقام في ارتفاع وما يقابلها من أمراض مرتبطة بسوء التغذية وأساليب الحياة الرديئة. وكذلك المجاعة والأمراض الناتجة عن نقص الوزن أيضا.

الأمراض السمنة عند الأطفال

الكثير من الأولياء يخلطون بين الوزن الزائد عند الأطفال ومرض السمنة. وهما مفهومان متعلقان ببعض ولكن سبل علاج كل واحد منهما مختلف عن الآخر. لأنه في حالة عدم معالجة الوزن الزائد ببرامج غذائية ورياضية صحية سيتكثف الوزن الزائد. وسيطور حتما إلى أمراض أخرى أهمها ارتفاع نسبة الكلسترول في الدم ما يسبب جلطات في الدماغ.

ومن بين هذه الأمراض أيضا تكتل الدهون والتهاب في الكبد، التهاب على مستوى البانكرياس مما يؤدي إلى عدم قدرته على انتاج هرمون الأنسولين في الدم، مما يؤدي إلى مرض السكري. تكتل خلايا سرطانية مختلفة واضطرابات هرمونية وأمراض عديدة أخرى ناتجة عن السمنة التي تستلزم متابعة طبية خاصة وبرنامج علاجي من طرف مختصين في الأمراض الناتجة عن السمنة.

قلة النشاط تسبب زيادة الوزن

أهم الأسباب التي تؤدي إلى تخوف الأولياء من مرض السمنة والبدانة هي أساليب الحياة التي نعيشها في الوقت المعاصر. من جهة عدم التوازن الغذائي وما يتكون منه الصحن الذي نقدمه لأطفالنا من عناصر غذائية، ومن جهة أخرى قلة الحركة والنشاط البدني.

في المقابل نجد أن المدة التي يقضيها أطفالنا أمام الشاشة أدت إلى ظهور إدمان من نوع آخر، بحيث يقضي معظم الأطفال وقتهم بين الألعاب الإلكترونية ومتابعة برامج عبر الشاشة مما يجعلهم يفضلون السكون على الحركة والنشاط. وغالبا مايتناولن مشروبات ومأكولات سريعة خلال ذلك. وهذا راجع إلى هرمون الغريلين الذي تنتجه المعدة والبانكرياس والمخ المحفز للأكل والمساعد في تراكم الدهون في الجسم.

الرياضة تحمي من السمنة عند الأطفال

من أهم أساليب الوقاية من السمنة هو التخلص من الوزن الزائد عن طريق الرياضة ثم الرياضة ثم الرياضة. ولا يتحتم أن تكون رياضات بطولية أو محترفة فبمجرد أن ينشغل الطفل في نشاطات إجتماعية، فكرية أو فنية فهو يقوم بحركة تنشط الدورة الدموية. وتساعده على التركيز وتحفزه على التنقل من مكان إلى آخر. وتعزز فيه روح المبادرة وتخلق فيه حس التواصل الاجتماعي لأن الإنسان بطبعه اجتماعي ومتنقل وكثير الحركة. وتغيير هذه الصفات في الطفل يؤدي إلى تغيير سلوكه وطريقة تفكيره وكذلك ميوله العاطفي والغذائي.

التوازن الغذائي ضروري للأطفال

التوازن الغذائي هو برنامج أو نظام يخصص للأطفال. ويكون بتوفير الكمية والنوعية الموافقة لسن ووزن وطول الطفل بحيث قامت USDA بوضع برنامج My plate ويعني “صحني” أو “طبقي” ليتبعه الأولياء كنموذج للتوازن الغذائي يمشون عليه لتغذية الأطفال. يتكون هذا الصحن من خمسة عناصر أو أجزاء: خضر، فواكه، حبوب، بروتين، مشتقات الحليب (ديري). تكون الكمية والنوعية على حسب سن الطفل ومعطيات أخرى.  ويبقى انتقاء المنتوج الموسمي على الأولياء وعليهم أن يختارو المنتوجات المحلية والعضوية ولا يتوقف التوازن الغذائي هنا فحسب لأن الحركة والنظافة عنصران أساسيان أيضا.

المصدر: سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى