آباء يكتبون رسائل إلكترونية لأبنائهم لقراءتها في المستقبل

هل تمنيت لو أن والداك أخبراك بأشياء أكثر عن طفولتك؟ هل تمنيت أن تعثر على صورك وفيديوهاتك وأنت رضيع؟ هل تتمنى لو أن أطفالك يتذكرون اللحظات الكبرى في طفولتهم ويدركون حجم التضحيات التي قدمتها لهم؟ أو يشعرون بسعادتك وأنت ترى أول خطواتهم  وتسمع أول كلماتهم؟

من أجل تحقيق هذه الأمنيات، قام العديد من الآباء بتبني فكرة تتمثل في فتح بريد إلكتروني خاص بأبنائهم الذين ولدوا حديثا أو الذين سيولدون، ليرسلون لهم بشكل دوري رسائل عن يومياتهم، اللحظات الكبرى في حياتهم، الشكوك والمخاوف التي تراودهم كآباء وغيرها. هكذا عندما يكبر الأبناء في المستقبل سيجدون في البريد الإلكتروني رسائل آبائهم القديمة ليسترجوا ذكريات طفولتهم.

شهادات الآباء

شهادات حية يكتبها الآباء ليقرأها أبناؤهم في المستقبل، في سنة 2011، فتح أب بريد إلكتروني لإبنته صوفيا، وأضاف لها فيه صورة لعيد ميلادها الأول، وفيديو لذكرى أول جولة لها في مدينة الألعاب وكذلك يوم ميلاد أخيها الصغير. الفكرة ألهمت العديد من الأباء حول العالم. ألكسندرا، أم لطفلين، الأول عمره سنتين والثاني أسبوع واحد، تقول عن الرسائل: “الفكرة أن تفتح بريدا إلكترونيا لطفلك، ثم تكتب له، بعد ذلك وجدت أسبابا أخرى للكتابة، مثلا لو حدث لك شيء سيكون من الرائع لطفلك عندما يكبر فتح هذا البريد الإلكتروني ليجد رسائل أبويه”.

أرشيف مهم للمستقبل

ماسياس، والد لطفلين، يقول عن هذه الفكرة من الجيد أن تشعر أنه بإمكانك أن تكلمك طفلك بكلمات الكبار : “أفضل ألا نفكر في رحيلنا لأنها ستكون فكرة حزينة جدا، لكن من الجيد التفكير في أن طفلك سيقضي وقتا ممتعا في قراءة هذه الرسائل في المستقبل ويدرك لحظات مهمة في حياته ويفهم ما هو مهم منها”.

يقول الأب أنه يحدث طفله عن بعض اللحظات الكبرى في حياته وإضافة صور، توجد حتى الآن في بريده 49 رسالة منه ومن زوجته ومن جده وجدته وعمته أيضا. ويضيف: “اليوم كتبت له عن اليوم الذي ذهبنا فيه لولادة أخته، وكان هذا اليوم صعبا. هناك أشياء سعيدة وأخرى حزينة وبعضها عادي”.

توثيق اللحظات الكبرى

تقول ألكسندرا: “أكتب نادرا ولكن عادة يكون ذلك عن اللحظات القوية في نموه: أول خطواته، أول كلماته، أول عطلة لنا، ومؤخرا ولادة أخته”. ولكن إلى متى؟ يفكر الآباء في جعل أبنائهم يقرؤون هذه الرسائل بعد 18 سنة. وتضيف ألكسندرا: “أتمنى أن تسعده هذه الرسائل لأنه طفل حساس، ولا أظن أن شخصيته ستتغير كثيرا عندما يكبر، أظن أن الرسائل ستؤثر فيه كثيرا”.

تخزين الذكريات والصور

طوماس، 33 سنة وهو أب لطفلة عمرها 3 سنوات، يقول عن هذه التجربة: “بدأت الكتابة في دفتر لعدة أسابيع بعد ولادتها، كنت أتمنى لو أن والدي حدثني أكثر عن طفولتي. حتى الآن كتبت لها عن وزنها وحجمها عندما ولدت، كيف كبرت، الأشياء التي لا تتذكرها، عمل والدتها وعملي، مخاوفي كأب وكأنه ليس من السهل تربية طفل، ولكن دائما أحرص على التأكيد بأني مجنون بحبها وأكتب عن هذا مرة في الشهر”. هكذا قرر هؤلاء الآباء تخزين ذكرياتهم مع أبنائهم وصورهم وفيديوهاتهم للمستقبل.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
supernova / Le figaro
زر الذهاب إلى الأعلى