5 أفكار طرحها مالك بن نبي في كتابه ميلاد مجتمع

يعتبر مالك بن نبي من أبرز المفكرين  في العصر الحديث. تحلى بثقافة منهجية، استطاع بواسطتها أن يصنع يده على أهم قضايا العالم المتخلف. ودرسها تحت عنوان مشكلات الحضارة. في هذا المقال تعرف على 5 أفكار طرحها مالك بن نبي في كتابه ميلاد مجتمع.

1.شبكة العلاقات

وهذا العنصر الثابت أي شبكة العلاقات هو المضمون الجوهري للكيان الاجتماعی. وهو الذي يحدد عمر المجتمع، واستقراره عبر الزمن، ويتيح له أن يواجه ظروف تاريخه جميعا.

وهو الذي يتجسد في نهاية الأمر في شبكة العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراد المجتمع فيما بينهم. وتوجه ألوان نشاطهم المختلفة في اتجاه وظيفة عامة، هي رسالة المجتمع الخاصة به.

وتكون هذه الشبكة، ولو في مرحلة ابتدائية، هي التي تعبر عن حدث میلاد مجتمع في التاريخ. إن شبكة العلاقات الاجتماعية هي العمل التاريخي الأول الذي يقوم به المجتمع ساعة ميلاده.

فاعلية الأفکار تخضع إذن لشبكة العلاقات. أي إنه لا يمكن أن نتصور عملا متجانسا من الأشخاص والأفكار والأشياء دون هذه العلاقات الضروریة. وكلما كانت شبكة العلاقات أوثق، كان العمل فعالا موثرا.

2.التغيير والتطور

المجتمع هو الجماعة الانسانية التي تتطور ابتداء من نقطة يمكن أن نطلق عليها مصطلح ميلاد. كل جماعة لا تتطور، ولا يعتريها تغيير في حدود الزمن، تخرج بذلك من التحديد الجدلي لكلمة مجتمع.

والمجتمع هو الجماعة التي تغير دائما خصائصها الاجتماعية بانتاج وسائل التغيير. مع علمنا بالهدف الذي تسعى إليه من وراء هذا التغيير. الطبيعة توجد النوع، ولكن التاريخ يصنع المجتمع.

وهدف الطبيعة هو مجرد المحافظة على البقاء، بينما غاية التاريخ أن يسير بركب التقدم نحو شكل من أشكال الحياة الراقية وهو ما نطلق عليه اسم الحضارة.

3.صناعة التاريخ

إن صناعة التاريخ تأتي تبعا لتأثير طوائف اجتماعية ثلاث وهي تأثير عالم الأشخاص، تأثير عالم الأفكار وتأثير عالم الأشياء.  هذه العوالم الثلاث لا تعمل متفرقة، بل تتوافق في عمل مشترك تأتي صورته طبقا لنماذج إديولوجية من عالم الأفكار. ثم يتم تنفيذها بوسائل من عالم الأشياء. من أجل غاية يحددها عالم الأشخاص.

ولا يمكن أن يتم عمل تاريخي إذا لم تتوافر صلات ضرورية داخل هذه العوالم الثلاث. لترتبط أجزاءها في نطاقها الخاص وبين هذه العوالم. لتشكل كيانها العام، من أجل عمل مشترك.

4.طبيعة العلاقات

طبيعة العلاقات هي العمل الأول في طريق التغيير الاجتماعي. هو العمل الذي  يغير الفرد من كونها فردا إلى أن يصبح شخصيا. وذلك بتغيير صفاته البدائية التي تربطه بالنوع إلى نزعات اجتماعية تربطه بالمجتمع.

إن التغيرات في الحياة الاجتماعية لا يصح أن ترجع إلى الاقتصاد وكل ما يتعلق بالعمل الحسي. وإنما ترجع إلى العلاقات التي تحول الشروط السابقة للظاهرة الاقتصادية ذاتها حين توحد عناصرها في خلق حياة إنسانية منظمة. وذلك من أجل الاضطلاع ببعض الوظائف الاجتماعية في نطاق العمل المشترك الذي يصنع التاريخ. كلما حدث إخلال بالقانون الخلقي في مجتمع معين، حدث تمزق في العلاقات التي تتيح له أن يصنع تاریخه.

5. المرض الاجتماعي

إن تطور مجتمع ما على أية صورة، فإن هذا التطور مسجل كما وكيفا في شبكة علاقاته. فالعلاقات الاجتماعية تكون فاسدة عندما تصاب الذوات بالتضخم. فيصبح العمل الجماعي المشترك صعبا أو مستحيلا. إذ يدور النقاش حينئذ لا لايجاد حلول للمشكلات، بل للعثور على أذلة وبراهين.

في الحالة الصحة يكون تناول المشكلات من أجل علاجها هي، أما في الحالة المرضية فإن تناولها يصبح فرصة لتورم (الذات) وانتفاشها. وحينئذ يكون حلها مستحيلاً، لا لفقر في الأفكار أو في الأشياء، ولكن لأن شبكة العلاقات لم تعد أمورها تجري على طبيعتها. أمراض المجتمع هي في الواقع أمراض الأنا في هذا المجتمع. وهي التي تتجلى في لا فاعلية شبكته الاجتماعية. وتعتبر هذه الأفكار الخمسة من بين مجموعة أفكار طرحها مالك بن نبي في دراسته لمشكلات الحضارة.

المصدر: سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى