يتهموننا أننا جيل فاشل !

نحن لسنا جيلا فاشلا كما تتهموننا، نحن جيل خاضع لظروف تجعله يبدو بهيئة الفاشل وما هو بفاشل، تضعنا حالة الوطن الاقتصادية، السياسية والاجتماعية تحت ضغوط هائلة وعوائق كثيرة تمنعنا من التقدم، النجاح والتطور مهما كنا نرغب بذلك. إنها تجبرنا على البقاء في القاع رغم محاولاتنا المتكررة للارتقاء، الصعود والصمود أمام التحديات.

تلك التحديات التي ابتلعتنا، إنها كبيرة جدا، أكبر منا ولم تكف قوتنا لمواجهتها أو التغلب عليها. نحن لا نملك غير مواهبنا وطاقاتنا الكامنة التي تحتاج من يدعمها لا من يقمعها ويحاربها ويعرقلها.

رغم الظروف والعقبات والتحديات التي فرضتموها علينا استطعنا بمقاومتنا الصغيرة أن ننتج شيئا، وأن نقدم إبداعا وابتكارات مذهلة، فنحن في النهاية لسنا جيلا فاشلا كل الفشل. إننا نحيا ونعمل ونجتهد في بيئة قاسية جدا لا تترك لنا مساحة للإبداع والإنتاج ولا تسمح بميلاد شباب عباقرة، مبدعين ومتميزين، إنها تقتل أحلامهم وقدراتهم بداخلهم وتتركهم أقل من شباب عاديين.

نحن لم تسمح لنا هذه الحياة أن نقدم إنتاجا بمعدل طبيعي أو قريب من الطبيعي، كل ما كان ينقصنا حتى لا نكون جيلا فاشلا كما تتهموننا ظروف طبيعة واستقرار يحضن طموحاتنا وتطلعاتنا ويقوي إرادتنا. ينقصنا أن توفروا لنا الإمكانات المادية، الدعم الإجتماعي والراحة النفسية لنزدهر لا أن تحاربوننا بدعوى أننا جيل فاشل.

لا تتهموننا بالفشل، ربما نحن جيل فاشل كما تدعون مقارنة بشعوب أخرى، ولكننا جيل يحلم ويطمح ويفكر، لهذا تبقى مسألة الفشل نسبية ليست ثابتة وتختلف من شخص لآخر، بناء على تفكيره وأهدافه وبعد نظره وتطلعاته.

نحن سنستمر وسنتحدى رغم كل العراقيل التي توضع كل يوم في طريقنا، سنقاوم ولن نستسلم، وسنظل نحاول النهوض من جديد في كل مرة نقع ضحية الأوضاع التي فرضت علينا، ربما لن تلاحظوا جهودنا ولن نقدم نتائج كبيرة تنتبهون لها ولكننا سنحرر طاقاتنا بالقدر الذي نستطيع، ونحافظ على تفكيرنا الإيجابي على أمل أن نحقق التغيير الذي نريد يوما ما.

ليس الفشل أن نحاول ولا ننجح، إنما الفشل هو أن لا نحاول التقدم، الإنتاج والتحرر ونستسلم. انتبهوا فنحن نحاول لهذا لسنا جيلا فاشلا كما تتهموننا.

بقلم: بسمة سادات

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
سوبرنوفا
زر الذهاب إلى الأعلى