مدير مدرسة جزائري يطلق إذاعة للتلاميذ للتعبير عن آرائهم

أطلق مدير متوسطة في ولاية بسكرة، مبادرة بسيطة وجميلة، تتمثل في فتح “إذاعة مدرسية للتلاميذ للتعبير عن انشغالاتهم وإيصال صوتهم ” وبالتعاون مع أستاذة  تشرف على الإذاعة. منذ إطلاق الإذاعة الصغيرة التي تبث لدقائق خلال فترة الراحة الصباحية، أصبح التلاميذ يلقون عبرها كلمات، شعر، تهاني، التذكير بالمناسبات الوطنية والدينية وغيرها. يقدمون فقرات علمية، مسابقات ثقافية صغيرة … الخ بالتداول.

لاحظت الأستاذة المشرفة أن التلاميذ سعداء جدا عندما يحملون الميكروفون يتحدثون والآخرون يسمعون صوتهم والكثير منهم أصبح يبحث عن فرص أكبر للحديث والتعبير عبر الميكروفون والمشاركة. 

تقوية القدرات العملية للفرد

هذه الفكرة شبيهة بالتعليم التخصصي أي ممارسة ما درسته نظريا، والتعليم التخصصي هو ما جعل نظام التعليم في إنجلترا وأمريكا ناجحا، من خلال تكوين أفراد قادرين على مواجهة الحياة وحل المشاكل، بجعل التلميذ يدخل في سن مبكرة  إذاعة، مستشفى، مصنع، مكتب محامي ومهندس معماري، معمل، حقل، منجم ويتلقى التدريب التعليمي ويشارك في الورشات وتقديم دروس تقنية له يقوم بها في ساعات فراغه. في ظل نظام كهذا يمكن أن تقوى القدرات العملية للتلاميذ، وتتزايد هذه الأخيرة من تلقاء ذاتها وهذا بحسب درجة الذكاء والموهبة وهكذا قبل بلوغ سن 25 سنة، لا يصبح الفرد فقط منفذا نافعا لمهنة ما بل مقاولا حقيقيا.

نظام تعليمي معاكس

التعليم الذي يعتمد على منهجية معاكسة كحال نظامنا التعليمي والذي يعتمد على الكتب المدرسية البائسة وليس الأشياء العملية عكس ما ذكرت فوق، يتمثل في الحفظ والطاعة وإكتساب معارف لا يمكن إستخدامها أو توظيفها، ومع كل هذا مازال بعض الأباء، الأساتذة وحتى المسؤولين عن المنظومة التعليمة يعتقدون أن جعل تلميذ يمكث 7 ساعات في المدرسة وترديد كل تلك الكتب سيرفع من مستواه التعليمي. 

النجاح يتطلب المبادرة

الحقيقة أن شروط النجاح تتطلب المبادرة، التجربة وهذا لا يتحقق بالحفظ ولا في تخزين المعلومات ولا يوجد في الكتب المدرسية للأسف التي قد تكون مفيدة فقط للإستشارة. وكما يقول العلامة ” تين” في السطور التالية: “إن الأفكار لا تتشكل إلا في وسطها الطبيعي والعادي والشيء الذي ينبت براعمها هو الإنطباعات الحسية العديدة جدا والتي يتلقاها الصبي كل يوم في المشغل أو في المنجم أو في المحكمة أو في المدرسة أو في الورشة أو في المستشفى أو في مجموعة الآلات”.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
حنان بن عباس
زر الذهاب إلى الأعلى