ماهي قصة “الجيل الذهبي” و “جيل الآيفون”؟

بكثير من الحنين، يتداول مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي، صورا لألعاب شعبية قديمة تحت شعار “ألعاب لا يعرفها جيل الآيفون” في اشارة منهم إلى الجيل الجديد من الأطفال. ويستحضر هؤلاء الشباب ذكرياتهم مع أصدقاء الطفولة الذين قاسموهم أجواء اللعب والمرح، وكيف كانوا يصنعون من أدوات بسيطة ألعاب مسلية، باستخدام كريات زجاجية ملونة، عجلات السيارات والدراجات الهوائية، القارورات وأكياس بلاستيكية.

ألعاب قديمة ممتعة

ويعلق الفيسبوكيون على هذه الصور بـ”إذا كنت تعرف هذه اللعبة فأنت من الجيل الذهبي”،  باعتبار أن تلك الألعاب رغم بساطتها، كانت مصدر متعة كبيرة تعتمد على الحركة، الذكاء، ويشارك فيها عدد كبير من الأصدقاء، مثل لعبة الغميضة.

وهو ما تقول فيه زهية، 65 سنة، لـ”سوبرنوفا”: “المتعة الحقيقية تكمن في الحركة، الجري، الضحك والتفاعل مع الأصدقاء” وتضيف: “لعبة “لعرايس” مثلا أو “الدويرة “كانت وحدها تخلق فينا المرأة ” الفحلة” عن طريق الممارسة الفعلية، فكنا نقوم بعمل دمى من الكتان ونحشوها بالتبن ونقوم بتزينها، كما كانت اللعبة تعلمنا الأخوة والمنافسة  في الطبخ، ثم نجتمع ونأكل مما صنعنا”.

تعتبر زهية الألعاب الالكترونية الحديثة مثيرة جدا ولكنها سهلة ولا تتطلب الكثير من الذكاء على عكس “المحاجيات” مثلا. من جهته يقول خير الدين، 35سنة أن العامل الإلكتروني قضى على حميمة الكثير من الألعاب مثل لعبة “الديمينو” أو “الشطرنج”، موضحا: “كنت أمارسها مع الأصدقاء أما الآن أمارسها الكترونيا، وهي تتيح إمكانية منافسة صديق إلكتروني، أي أن الإثارة والمنافسة موجودة وبالتالي عنصر المتعة يتحقق”.

ألعاب إلكترونية فردية

وعلى خلاف ذلك، يرى البعض أن المتعة التي تحققها ألعاب “الجيل الذهبي” كما يسمونها على أساس مشاركة الأصدقاء والتواصل الواقعي، لا تقل عن المتعة التي توفرها الألعاب الإلكترونية التي يتم تحميلها عبر أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية رغم ميزة الفردية التي تطغى عليها إلا أن المنافسة الافتراضية تكون أقوى.

ويذهبون إلى القول بأنهم حرموا من الألعاب الإلكترونية في طفولتهم يتمنون  لو كانوا من “جيل الأيفون” . وهو ما تقوله عنه راضية، 30 سنة وأم لطفل، متحدثة لـ”سوبرنوفا”:  “متعة الألعاب الإلكترونية أكبر من القديمة، ألعبها أكثر من ابني، وتسليني كثيرا. انها متنوعة وفيها خيارات كثيرة”.

وعن طفلها تقول راضية: “الألعاب الالكترونية تسليه، وتمنحني فرصة لابقائه معي في البيت بدل خروجه للشارع. غير ذلك فهو يتواصل مع زملائه في المدرسة وقاعة الرياضة”. وبين عشاق الألعاب الإلكترونية وبين الذين يحنون إلى الألعاب الشعبية القديمة يبقى عامل “المتعة” التي تحققها اللعبة أهم ما يشد الجميع.

سلمى محمد

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
سوبرنوفا
زر الذهاب إلى الأعلى