لا أسمح لأحد أن يعلق على شكل بناتي

في هذه التدوينة الملهمة تتحدث أحلام مصطفى، وهي أم لثلاث بنات عن قرارها بحماية بناتها من التأثير المحتمل للتعليقات على مظهرهن من قبل الآخرين، وهو ما جعلها تقول لا أسمح لأحد أن يعلق على شكلهن.

بناتي شعرهن مليء بالتموجات والمتاهات الحلزونية curly بالمصطلح الإنجليزي، منذ أن انتقلنا إلى هنا ونحن نتلقى ملاحظات الإعجاب والانبهار من كل أنواع البشر، حتى أن رجلاً صينياً سأل زوجي إن كانت إحداهن مولودة على هذه الشاكلة أم أننا نموّجه لها! أنظر إلى الصفحة عندي فتظهر لي كل فترة أمهات يشتكين من تعليقات الناس على شعور بناتهن، وأخريات يسألن عن أفضل طريق لتمليس شعور أطفالهن.

كنت قد اتخذت قراراً قبل أن أنجب أن لا أسمح لأحد أن يعلق على شكل بناتي وأن يقارن بين شكل إحدى بناتي وأشكال أطفال آخرين، أو أن يطلق ملاحظات أمامها عن شعرها أو لون بشرتها أو طولها.. ببساطة لأن الأمر لا يخص أحداً سواها.. اهتمامك الذي يقصد النصح وجهه إلى ما يخص صحتها ونموها العقلي لا ما يتعلق بخلقة الله لها.

ليس الاهتمام بالشعر المموج سهلاً خصوصاً مع الطول، ولست أهوى العذاب والتعب، ولكن ليس من حقي أن أقرر شيئاً يخصها قد يؤثر على نظرتها لنفسها وربما صحتها في المستقبل.. قبل أن أقص شعرها أسألها إن كانت موافقة.. لم أثقب لهن آذانهن لنفس السبب. عندما طلبت ذهبنا معاً وثقبناهما.. أكرر لهن دائماً كم أن شعرهن جميل.. وكم أن رؤيتهن تسعدني.

كلنا نفقد السيطرة في بعض الأحيان.. عندما أدخل الغرفة وأجد أن إحداهن قد استخدمت جسمها لوحة تلوين وحولت ساقيها إلى اللون الأسود.. أو عندما تكون قد صففت شعرها للتو ثم تذهب لتلعب لعبة الكهف فوق السرير وتدفن رأسها في الوسادات ثم تخرج كأنها سقطت من عرف شجرة..ولا بأس في ذلك لسنا ملائكة حتى لا نتأثر.. ولكن علينا أن نفكر بعمق في الملاحظات التي نبديها لبناتنا حول أشكالهن.

ربما أبالغ في حذر من هذا النوع.. لكن لأنني رأيت ما يفعله كلام الناس وتعليقاتهم على الفتيات وكل ما يتعلق بمظاهرهن وكيف تختزل الفتاة في شعرها وعينيها وحواجبها فلا ترى في نفسها سوى ما يقال عنها.

لأجل هذا أريد أن تكون بناتي أحراراً من هذا القيد.. تنظرن إلى فعلهن أكثر مما تنظرن إلى مظهرهن الذي خلقن به.. أن تقدر كل واحدة نفسها قدرها دون أن يهزها تعليق على لون بشرتها أو طول قامتها.. أن تعرفن بأن لكل شكل جمالاً ولكل مظهر وخلقة ما يميزها.. وليس علينا أن نكون نسخاً واحدة مملسة الشعر ملونة العيون مدببة الأنف حتى نرى في أنفسنا حسن إبداع الخالق.

تدوينة: أحلام مصطفى/ أستراليا

إقرأ أيضا: لا تعلموا أبناءكم المنافسة في الحياة مهما حصل

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى