كيالي ماء الفقارات في الجزائر .. مهنة صنفتها اليونيسكو تراثا عالميا

تعتبر المعارف والمهارات الخاصة بمهنة كيالي ماء الفقارات في الجزائر من المعارف المهمة والمدهشة والتي تمكنت من حجز مكان لها في قائمة التراث الثقافي غير المادي الخاصة باليونيسكو سنة 2018.

وتتميز معارف ومهارات كيّالي ماء الفقارات وهي قنوات الري من قرية القسري في منطقة توات وتيديكلت في ولاية أدرار بالجنوب الجزائري بدقتها وقدرتها على التحكم الجيد في عملية الري. ويشارك كيّالو الماء في عمليات مختلفة، تشمل حساب حصص المياه الفردية وإصلاح القنوات المستخدمة لتوزيع المياه والتحكم بمجراها في الأقنية.

كيالي ماء الفقارات في الجزائر

ويرتبط بالفقارة عدة فئات من الوكلاء الاجتماعيين وأصحاب المعارف، ومنهم المالكون والعمال اليدويون والمحاسبون وكيّالو الماء. ولكن معارف هؤلاء الكيالين هي التي تبدو معرضة  للخطر. ويُعد الكيّال شخصية رئيسية في حياة القرية الصحراوية لأنه يدير مجالاً يتوقف عليه بقاء الجميع. وهو يضطلع بدور فكري ويدوي على حد سواء ويمكن للمجتمع المحلي الاستعانة به باستمرار.

وأسفر النقص حالياً في التواصل بين الأجيال الشابة والجيل الأكبر سناً ومجموعة من العوامل الأخرى عن تقويض حسن عمل نُظُم ري الفقارة. وتشمل تلك العوامل التغييرات التي أدخلتها الحكومة المركزية على حقوق الملكية. وآثار التوسع الحضري وأوجه الحداثة، وعدم دراسة التدابير التي يتعين اتخاذها لضمان نقل المعارف. ويتجلى تراجُع نشاط الكيّالين بوضوح في تقدمهم في السن، مما يدل على عدم التحاق كيّالين جدد بهذا الميدان.

نظام ري ذكي متوارث عن الأجداد

الفوقارات، هو نظام ري يتم تشكيلها (الفقارات) بعد  حفر آبار على عمق 20 مترا ليتم ربطها بقناة جوفية تسمح بمرور الماء. وبعد خروجه إلى سطح الأرض، يتم قياس الماء من طرف كيالي الماء حتى يتمكن كل  مالك لقطعة أرض من الحصول على حصته من الماء حسب العمل المبذول من أجل حفر أو  صيانة الفوقارات.

بعدها يتم نقل الماء عبر ساقيات تقودها نحو البساتين. ويقوم كيالو الماء الذين يطلق عليهم بمنطقة غرداية “أمناء السيل” بقياس حجم  الماء في الفقارة وحصة كل مالك. وبحفر أمشاط توزيع لمرور حصة كل مالك.

يقومون كذلك بتجديد هذه العمليات كلما اقتضت الضرورة طوال السنة وفق مختلف الاتفاقات حول الماء على غرار الشراء، البيع، التبادل والتقاسم بين ذوي الحقوق عند الميراث.

وتتم عملية الحساب على أساس معطيات متناقلة من جيل لجيل يمكن تحيينها في أي وقت من قبل رئيس كيالين ومساعديه. وتتمثل وحدة القياس الرئيسية في “الحبة”  التي تمثل حجم ماء معين (قطرة).

ويهدف تسجيل الجزائر لهذه المهنة ضمن التراث الثقافي غير المادي العالمي إلى  الاعتراف بمعارف ومهارات كيالي الماء. وتوثيقها في كتابات أو أفلام وثائقية والقيام بأعمال من أجل نقلها للأجيال القادمة.

المصدر: سوبرنوفا/ اليونيسكو

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى