كورونا غير نمط حياتنا ودفعنا لإعادة ترتيبها من جديد

تفشي فيروس كورونا غير نمط حياتنا التي كانت مليئة بالحركة والأنشطة. وأهمها بالنسبة لنا كتلاميذ، الدراسة والتعليم. والتي تشغل أغلب وقتنا باستثناء العطل.

غير كورونا نمط حياتنا وفرض علينا الحجر الصحي. وهو نمط حياة جديد، لم نعرفه من قبل. وجدنا صعوبة في التأقلم وغرابة في المكوث بالبيت. والتوقف عن الدراسة وممارسة نشاطاتنا اليومية. أبسطها الرياضة والمشي والتسوق والاجتماع بالأصدقاء.

كيف تغير نمط حياتنا؟

لم نكن نعلم كم سيستمر هذا الحجر الصحي. في البداية رافقه الخمول والكسل ومعه شعور قوي بالضجر. كان من الصعب بعدما غير كورونا نمط حياتنا، إيجاد نمط جديد أو حتى التأقلم مع هذا النمط الحالي.

من متابعتنا لوسائل الإعلام كان واضحا أن الحجر الصحي سيطول. وأننا سنضطر إلى المكوث في بيوتنا لأيام طويلة وعدة أشهر ربما. هنا كان لابد أن نخلق أنشطة جديدة لنا داخل البيت. وكان التساؤل الأكبر ما الذي يمكن أن يفعله تلاميذ في الرابعة عشر من العمر في البيت طول اليوم؟

كان أول ما خسرناه نحن التلاميذ، في هذه المرحلة نظام نومنا. لقد تعودنا أن ننام مبكرا ونستيقظ صباحا مبكرا للذهاب للمدرسة. وذلك قبل أن يعصف الحجر الصحي بنظامنا هذا جعل أغلبنا يسهر لساعات متأخرة. إذا أردنا إعادة ضبط حياتنا، اذن علينا أن نبدأ من هنا.

تحديات إعادة ضبط حياتنا

أول تحدي،كان إعادة نظام النوم المبكر والاستيقاظ مبكرا. لكن التحدي الأكبر كيف ننظم وقتنا وما الذي سنفعله طوال ساعات النهار في البيت؟

تصفح الأنترنت، من الأنشطة التي يمكننا القيام بها، لكنها تتطلب مهارة في البحث وتأطير من قبل الأهل. وذلك يساعدنا في الوصول إلى ما تقدمه المنصات التعليمية من دروس ومواضيع تثقيفية. والأكثر من ذلك، دروس مجانية لتعلم اللغات الأجنبية.

مواقع التواصل الاجتماعي تسمح لنا أيضا بقضاء بعض الوقت  والتواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة. وتفتح لنا نافذة للتعبير عن الذات، والمساهمة في تقوية شخصياتنا.
هذا الاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعي، لا يجب أن يكون لوقت طويل. بل يجب أن يكون هناك موازنة بين الأنشطة المختلفة.

تغعيل أنشطة قديمة

يمكن استغلال الحجر الصحي، في تفعيل أنشطة كادت تكون غائبة، وهي مطالعة الكتب. لأنها وسيلة مهمة تسمح لنا باكتساب ثقافة غير محدودة. إلى جانب عملنا على تقوية ذاكرتنا وايماننا من خلال حفظ القرآن.

وجودنا في البيت لا يمنعنا من ممارسة الرياضة. هناك الكثير من أنواع الرياضة التي يمكن ممارستها خلال الحجر الصحي. خاصة التي تعتمد على الحركات البسيطة وتنمية اللياقة البدنية.

ممارسة هواياتنا واكتشاف مواهبنا

الحجر الذي فرض علينا المكوث في البيت، من شأنه مساعدتنا على اكتشاف مواهبنا وممارستها. بعدما حرمنا من ذلك ضيق الوقت سابقا بسبب الدراسة. وبالتالي فالآن هي فرصة مثالية لممارسة وتنمية المواهب في الرسم، الشعر، الموسيقى…الخ.

من بين الأنشطة التي يمكننا أن نقوم ببمارستها والابداع فيها، الحرف اليدوية. منتوجات الصناعات التقليدية ينبغي أن نراها في كل بيت بعد كورونا. لأنها تحافظ على تراثنا وتبرزه.

الموهبة لا تعنى دائما الأنشطة اليدوية الحرفية، أو الرسم، الموهبة يمكن أن تكون الطبخ أو أي شيء آخر. المهم استغلال الوقت في الحجر الصحي لممارستها وتنميتها مهما كان نوعها.

وكما قال حسن البصري “يا ابن ادم إنما انت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك”. ولكي لا يذهب يومك ستكون بحاجة للتنظيم الجيد لوقتك. وهو ما يتطلب خطة جيدة.

يظن البعض أن التخطيط يتطلب وقتا من الأفضل أن نقضيه في إنجاز الأمور . لكن ساعة تخطيط تعادل أربع ساعات إنجاز . إذا فعليك أولا إنجاز خطة تتضمن أهداف واضحة وأنشطة محددة تسمح لك لتغيير نمط حياتك وفقا للمستجدات التي فرضها كورونا علينا.

تدوينة: أمل بوكرفة

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى