كليوبترا سيليني : قصة زواجها واستقرارها في مدينة جزائرية؟!

كيف سافرت كليوباترا سيليني ابنة ملكة مصر كليوبترا السابعة إلى مدينة شرشال (شمال الجزائر) وتزوجت وعاشت فيها إلى أن توفيت؟

كانت مدينة شرشال تسمى ايول من قبل الفينقيين الذين اتخذوها محطة تجارية في القرن الرابع قبل الميلاد واطلقوا عليها اسم إله فينيقي. وقد تأسست في حوالي سنة 400 قبل الميلاد.

تعاقب الملوك

تحالف ماسينيسا مع الرومان وهذا منذ الحرب البونية الثانية وسيطر على نوميديا كاملة والتي كانت عاصمتها سيرتا (قسنطينة حاليا) وتوفي حوالي سنة 148 قبل الميلاد.

حكم بعد ذلك يوغرطا على نوميديا وحارب الرومان وانتهت الحرب بانتصار الرومان بسبب خيانة بوخوس خلال الفترة من 111 إلى 105 قبل الميلاد.

بعد ذلك حكم يوبا الأول وولد يوبا الثاني في سنة 50 قبل الميلاد. في الفترة من 49 إلى 46 قبل الميلاد، اندلعت حرب أهلية بين يوليوس قيصر وبومبي فحارب يوبا الأول بجانبه.

نشأة يوبا الثانية في روما

بعد هزيمته ضد قيصر قتل يوبا الأول نفسه في سنة 47 قبل الميلاد فتم أخذ ابنه يوبا الثاني وهو طفل صغير عمره 5 سنوات إلى روما وعرضه في كوكب انتصار يوليوس قيصر. قامت بتربيته أوكتافيا أخت اوكتاف. اذ تلقى تربيته وتعليمه على أسس رومانية.

رافق يوبا الثاني اوكتاف، الامبراطور المستقبلي (أغسطس) في الحرب ضد الملكة المصرية كليوباترا السابعة والجنرال الروماني مارك انطنيوس. وانتهت المعركة بانتصار أوكتاف سنة 31 قبل الميلاد.

انتحار كليوبترا السابعة

بعد انتحار كليوباترا السابعة ومارك أنطنيوس في سنة 29 قبل الميلاد تم أخذ الطفلة كليوبترا سيليني ذات العشر سنوات وعرضها في كوكب انتصار أغسطس فربتها أخته أوكتافيا.

زواج كليوبترا سليني ويوبا الثاني

في سنة 25 قبل الميلاد تم تعيبن يوبا الثاني ملكا من قبل أغسطس في عاصمة ايول (شرشال حاليا) فقام بتسميتها القيصرية ثم تزوج من كليوباترا سيليني في سنة 20 قبل الميلاد لتصبح ملكة على القيصرية وأنجبت ابنا يسمى بطليموس وبنتا تسمى دروسيلا. وظلت تعيش هناك إلى أن توفيت في حوالي سنة 5 قبل الميلاد.

تعلق الزوجان بالفنون

غير يوبا الثاني تسمية ايول إلى قيصرية تكريما للقيصر اغسطس سيزار واستمر حكمه حتى 23 قبل الميلاد. وأثناء حكمه جهز قيصرية بمنشآت معمارية عامة منها المسرح، المدرج، الحمامات، الساحة العمومية، القناطر المائية، المسرح الروماني، المدرج الروماني، والسور المحصن للمدينة. وتحف تظاهي التحف الافريقية.

قام يوبا الثاني ببناء المسرح المدرج في الجهة الشرقية من المدينة على مستوى رأس تيزيرين. الحمامات الغربية أو قصر السلطان. وهي أحد مباني القيصرية. وتحتوي على قاعة تغيير الملابس وهي مكان التجرد من الثياب وترتيب حاجاتهم عند الرومان وهي محروسة بواسطة خادم.

والقاعة الدافئة وهي تستخدم لتجنب الصدمة أثناء نزع الملابس او التنقل بين قاعات الحمام. والقاعة الحرارة مسبح ساخن يستعمل لنزع الاوساخ تحت درجة عالية تتراوح ما بين 30 و60 درجة. هذا بالنسبة للمسابح الأخرى. وأخيرا القاعة الباردة، وهي قاعة تستعمل عند الاستحمام النهائي والخروج من قاعات الحمام من أجل تنحية تجاعيد الجسم وهذا ما نجده في الحمامات الغربية والتي تضم العديد من المسابح.

كان يوبا الثاني ذواقا الفن وقد انعكس ذلك على تزيينه لعاصمته. من بينها عمود مثلي من الرهان تزييني، الوحيد الذي وجد في شمال إفريقيا. وكذلك الكورنيش وهي عنصر معماري تزييني، يمثل الجزء العلوي لواجهة حاملة لسقف.

وحسب القدماء فإن اسم شرشال يعني تبدد الشر وذهب وكذلك يشير إلى كلمة شرشار نسبة إلى الشلال والذي كان متواجدة بها. الكثير من التحف والآثار التي كانت موجودة في شرشال تم نقلها إلى متحف اللوفر في فرنسا. ورغم ذلك مازال يحتوي على قطع نادرة جدا. وتعكس تاريخ المنطقة.

المصدر: سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى