طلاب جزائريون ينجحون في ربط قرية بمدينة جانت بالكهرباء

نجح طلاب من جامعة سعد دحلب بمدينة البليدة وسط الجزائر، وطلاب جزائريون يدرسون بمدرسة المناجم بباريس في ربط قرية “تاست” في مدينة جانت بالكهرباء، في شهر ماي 2018، في إطار مبادرة  مشروع “شمس” الذي قاموا بإطلاقه قبل سنة. وعمل الطلاب معًا من خلال المشروع على توفير عنصر أساسي من عناصر الحياة لـ 120 أسرة من قرية “تاست” في مدينة جانت جنوب الجزائر، وهو “الضوء”.

تقول لينا بنونيش، طالبة جزائرية في مدرسة المناجم بباريس وصاحبة المبادرة: “يتعلق الأمر بمشروع في مجال التنمية المستدامة والاجتماعية، ويتكون من تركيب ألواح الطاقة الشمسية في كل بيت من القرية، مما يسمح بتوفير الضوء بها وشحن الهواتف الخاصة بفضل المعدات التي تستمد طاقتها من الشمس”.

قرية غارقة في الظلام

يسكن قرية “تاست” البدو المستوطنون، أين تعيش الأسر في أكواخ تمتد على مساحة 3.5 كم مربع، يوجد أيضًا بالقرية 120 طفلًا مسجلًا في مدرسة صغيرة. ويواجه سكان هذه القرية العديد من التحديات اليومية بما في ذلك نقص المياه والحطب لإشعال النار ولكن التحدي الأكبر الذي يواجهونه هو غياب “الضوء”، ومع مجيء الليل تغرق القرية في الظلام الحالك.

في شهر جانفي 2017، توجهت لينا إلى قرية “تاست” لعرض مشروعها على القرويين، واكتشفت أن سكان القرية استفادوا بالفعل من برنامج لتوفير الكهرباء، إلا أن المعدات تضررت مع مرور الوقت. وتشرح لينا: “في عام 2013، تذوق سكان “تاست” الضوء لأول مرة، البيوت كانت مجهزة بأجهزة فردية تسمح بتشغيل ثلاثة مصابيح وشحن هاتف واحد، إلا أن السكان لم يتم تدريبهم على استخدام المنتج، ولهذا كانوا غير قادرين على إصلاح الأعطال التي تصيب الأجهزة”.

وهكذا وجد السكان أنفسهم مضطرين للعودة للظلام مرة أخرى بشكل أكثر صعوبة، بل إن بعض الناس باعوا المواشي التي يملكونها من أجل تزويدهم بألواح الطاقة الشمسية.

الضوء في قرية تاست في جانت (شمس)

 

بعث الأمل من جديد

وضع الفريق الطلابي برنامجا على جعل سكان قرية “تاست” يستلمون ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بهم، خلال  ربيع 2018، حيث يقوم المبادرون في مشروع “شمس” بتدريب المستخدمين على المنتج وصيانته، كما سيتم إجراء جرد للمعدات القديمة، واسترجاع جزء منها أو إعادة استخدامها.

وبالإضافة إلى توفير الضوء في المنازل، فإن مدرسة قرية “تاست” أيضًا سوف تضاء، ويتمكن الأطفال من الدراسة في ظروف مريحة. وحسب لينا، فإن هذا الجهاز يجلب الضوء ويسمح بتسخين وتبريد مبنى المدرسة.

وفي شهر مارس 2018 عاد فريق مشروع “شمس” إلى قرية “تاست” وكان من المفترض أن يكون هذا اللقاء لأجل الاطلاع على  خبرة السكان في استخدام الأجهزة غير أن صعوبات واجهتهم تسببت في تأخر وصول الألواح الشمسية إلا أن الشباب مازالوا متمسكين بالتزامهم بـ”إعادة الضوء للقرية”. وفي شهر ماي 2018 نجح الفريق أخيرا في تركيب ألواح الطاقة الشمسية في القرية.

ويقدر عمر الألواح الضوئية من مشروع “شمس”  بـ 20 عامًا مع الحد الأدنى من تكاليف الصيانة. ويبحث اليوم فريق “شمس” عن تمويل لتوسيع هذه المبادرة إلى قرى أخرى. ويقوم الفريق الطلابي اليوم إلى جانب التزامه بإعادة الضوء للقرية، بعمليات تحسيسية حول وضع الأطفال هناك عبر مواقع التواصل الإجتماعي وجمع التبرعات لهم من ألبسة، أغطية، طعام وأدوات مدرسية.

أطفال قرية تاست في جانت يلعبون (شمس)

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
huffpostmaghreb
زر الذهاب إلى الأعلى