أخر الأخبار

سوسن شدادي باحثة جزائرية تألقت في الدراسات الأكاديمية بأمريكا

سوسن شدادي، شابة جزائرية، أستاذة في جامعة كنساس بأمريكا، ورئيسة مؤسسة التعليم بدون حدود. متحصلة على شهادة دكتوراه في الدراسات الأمريكية.

تعمل الباحثة الجزائرية سوسن شدادي رفقة زملاء لها على مساعدة ومرافقة الشباب الجزائري وخلق جسر تواصل معه لتحفيزه على تحقيقه أحلامه. تتحدث سوسن شدادي لمجلة “سوبرنوفا” عن مشوارها العلمي الملهم، ورحلة التعليم في أمريكا. وتقدم نصائحا للطلاب والباحثين الشباب في الجزائر.

درست عدة تخصصات

جمعت سوسن في دراستها بين عدة تخصصات، من جهة التجارة ومن جهة أخرى اللغات الأجنبية التي فتحت لها آفاق بداية رحلة التعليم في أمريكا. تقول سوسن: “بدأت مشواري الجامعي في جامعة منتوري قسنطينة أين  تحصلت على ليسانس في علوم تجارية وليسانس آخر في اللغات الأجنبية وبالتحديد لغة انجليزية. بعدها تحصلت على الماستر في الحضارة الأمريكية”.

من هنا بدأت رحلة التعليم في أمريكا، بالنسبة لسوسن، التي تقول: “بدات رحلة التعلم في الخارج عبر جامعة اوكسفورد بروكس بانجلترا أين درست الانجليزية الأكاديمية.  بعدها تحصلت على المنحة الراقية الأمريكية فولبرايت في 2011 للماستر في جامعة كنساس الأمريكية لتحضير ماجستير في الدراسات الأمريكية والعالمية. قبلت في الدكتوراه من منحة في نفس الجامعة في تخصص الدراسات الأمريكية. أين بدأت التدريس، توجيه ومساعدة الطلبة بنفس الجامعة، أين درست الدراسات الأمريكية، الكتابات الأكاديمية، التواصل والتنوع الثقافي في العالم”.

نصائح حول منهجية البحوث العلمية

شاركت سوسن شدادي في المخيم الافتراضي الذي نظمه نخبة من الباحثين الجزائريين في نهاية شهر ماي 2020، وقدمت نصائح حول منهجية البحث العلمي التي تؤرق الطلاب والباحثين الجزائريين، سواء في العلوم التقنية أو الانسانية. وتلخص سوسن أفضل طريقة لتجاوز هذه الأشكالية في قولها: “هناك ثلاث محاور أساسية وهي: المصادر، الاستراتجية والمنهجية العلمية”.

وتضيف: “في ما يخص المصادر: هناك عدة وسائل تساعد الطالب على استغلال مصادر مجانية أو عبر جامعات ومواقع تعليمية مختلفة يستعملهاالطالب في البحث العلمي في ميادين مختلفة سواء تقنية كانت أم انسانية”.

وعن استراتيجية البحث وكتابة الاطروحة تقول:  “تتمثل أولا في عن الابعاد عن النقل من أطروحات أو نصوص مشابهة. ويستطيع الطالب استعمال النصوص التي لها علاقة ببحثه عبر الاقتباس أو زيادتها كمراجع اضافية بحفظ حقوق المرجع وتجنب السرقة العلمية”.

وبخصوص المنهجية تشرح سوسن: “المنهجية تكون عبر التخطيط للأطروحة وليس بغرض المثالية فلا يوجد شىء مثالي في البحث العلمي فهو دائما يبقى بحثا. يجب على الطالب بداية البحث والكتابة في نفس الوقت حتى يتسنى له إكمال الأطروحة التي تعتبر قبل كل شىء تكوين في البحث العلمي. فالخبرة في البحث تأتي بعد الانتهاء من الدكتوراه. وهذا المفهوم لا يعرفه الكثيرة من الطلبة الذين يحضرون الدكتوراه”.

الإبداع في البحث العلمي

كانت سوسن شدادي، حاضرة في الجزائر،  شهر ديسمبر من السنة الماضية رفقة مجموعة من الباحثين في مخيم ريدي. والذي سمح لها بالتواصل مع الطلاب في الجزائر. وحول هذه التجربة تقول سوسن شدادي: “مخيم الجزائر 2019   الذي نضم بجامعات الشرق كانت أول نسخة للفريق. وكان لقاء مهما جدا. لا يوجد أفضل من مقابلة الطالب وجها لوجه وسماع متطلباته ومعانته في عدة مراحل في بحثه أو دراسته. الكثير من الطلبة يتلقون مواضيع أبحاثهم من مؤطريهم وهذا شىء خاطىء يقضي على الابداع في كل التخصصات”.

وتضيف سوسن في حديثها لسوبرنوفا: “يجب على الطالب التفكير في مواضيع البحث تكون من الهامه وتكوينه قبل الدكتوراه. على سبيل المثال أشياء غير كاملة في موضوع معين عرفه في مقاعد الدراسة”.

المكتبة أساس البحث العلمي

تؤكد سوسن شدادي على ضرورة بناء علاقة قوية بين الطالب أو الباحث والمكتبة، سواء كانت المكتبة التقليدية أو الافتراضية أو الأنترنت التي تعتبر  قاعدة البحث العلمي.

وتقر سوسن، يجب الإعتراف بثراء المكتبات الجامعية في الجزائر، لكن  المشكل في القراءة وكذلك بعض المراجع التقنية الجديدة. وتقول: “يجب فتح المكتبات للطالب بنظام المكتبات المفتوحة مثل الموجودة في أمريكا لكي يجد الطالب راحته في اختيار أي كتاب. الشيء الثاني اقتناء كتب تواجد المواضيع والتقنيات الجدد في الجامعة ومواكبة التكنولوجيا حيث تتماشى مع متطلبات الطالب وبحوثه العلمية.

وحسب سوسن فإن المكتبة تعطي للطالب بيئة تقنية غنية بالمعرفة وتساعدهم على اقتناء المعلومة التي تكون مكملة للمعلومات التي اقتناها من الاستاذ في المدرج. هذا سيبعث الطالب للتفكير أكثر  والابداع والالهام.

وتنصح أخيرا بالعمل من أجل مكتبات افتراضية تساعد الطلبة على قراءة المراجع من كل مكان خاصة في زمن الكورونا.

خلق جسر تواصل مع الطلاب الجزائريين

تعمل سوسن شدادي، مع زملاء لها على خلق جسر تواصل مع الطلاب الجزائريين، بعد تنظيمهما لحدثين متعاقبين. وفي هذا الشأن تقول لسوبرنوفا: “المخيم الافتراضي هو استمرارية لمخيم 2019. نعمل كفريق متكامل مع الدكتور مراد بوعاش والدكتور محمد سنوسي لبناء جسر التواصل بين النخبة خارج الوطن والشباب والطلبة ومشاركتهم كل جديد بخصوص التطورات العلمية والتكنولوجية الطارئة في العالم. المخيم مساحة للتحاور المباشر بين العلماء والشباب في الجزائر.

تأسيس منصة التعليم عن بعد

وعن المشاريع المستقبلية تقول: “منصة التعليم عن بعد التي أسستها وسميتها التعلم بدون حدود “المعهد الجزائري للكفاءات المهنية المتقدمة” (limitless learning). ومهمتها تعليم الطالب أينما كان وفي كل التخصصات التي تساعده على التحضير لمنصب عمل أو بناء مؤسسته الناشئة. وكذلك تحضيره لميدان البحث العلمي والأكاديمي”.

وتضيف سوسن: “نحضر مشاريع أخرى عبر نفس نسق المخيم سواء الافتراضي أو التقليدي في جامعات الغرب، الجنوب والشمال الجزائري. الجنوب يبقى من ضروريات هذا المخيم فلا ننتظر أن يأتي الطالب إلينا لأننا نريد زيارته في منطقته والتعامل معه في جامعته”.

وتبقى التجربة الملهمة للدكتورة سوسن شدادي في التعليم بأمريكا مليئة بالتجارب والخبرات التي يحتاجها الطلاب الجزائريين والتي تعمل على نقلها لهم كنصائح عملية تساعدهم في مشوارهم العلمي أو المهني.

روابط:

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى