رقية أنشأت مؤسسة لاستغلال التين الشوكي بالجزائر

فكرت رقية فرح، شابة جزائرية تبلغ 30 سنة من العمر، وتنحدر من ولاية المدية، في دخول عالم الأعمال والمقاولاتية في مجال “الاقتصاد الأخضر” الذي يوفر فرصا غير محدودة للاستثمار وإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة، تقوم على مبدأ الإنتاج مقابل التقليل من مخاطر التلوث وانبعاثات الكربون، ومراعاة حماية البيئة، فوجدت في التين الشوكي مادة أولية لا تعوض.

التين الشوكي مادتها الأولية

بدأت رقية في التخطيط لمشروعها الخاص وإنشاء مؤسسة “صديقة للبيئة”، فاختارت مجال استخلاص الزيوت من التين الشوكي، واستخدامها في صناعة مواد التجميل، وذلك بالنظر إلى تخصصها العلمي والأكاديمي كون الشابة تحمل شهادة جامعية في علم الأحياء والكيمياء والعلوم الطبيعة والحياة.

قامت الشابة بتوظيف نتائج دراستها حول تحويل التين الشوكي، واستغلاله في مجال التجميل، التي أنجزتها سنة 2015. واكتشفت من خلالها مميزات نبتة التين الشوكي التي توجد بكميات كبيرة في الجزائر في مجال التجميل، وكيف أن الزيوت المستخلصة من هذه النبتة تدخل في تركيب الصابون وغاسول الاستحمام وشامبو الشعر ومستحضرات التجميل المغذية للبشرة والتي تمنع علامات تقدم السن.

خلق أنشطة موازية

قبل البداية في تنفيذ مشروعها على أرض الواقع، عملت رقية على التواصل مع منتجي مواد التجميل على المستوى الوطني، لمعرفة مدى جدوى إنشاء مؤسسة مختصة في استخلاص الزيوت النباتية الموجهة لإنتاج مستحضرات التجميلز وبدلت الشابة مجهودا من أجل إقناعهم وبالفعل تمكنت من إغرائهم بالفكرة وتشجيعهم على تبني هذا المنتوج، وحصلت على وعود بالتعاون معها من قبلهم.

استفادت بعد ذلك من دورات تدريبية حول طريقة إنشاء المؤسسات البيئية، من بينها مشاركتها في دورة تدريبية حول ريادة الأعمال في سنة 2017، بمركز الأنشطة الإقليمية للاستهلاك والإنتاج المستدام، ما سمح لها بتطوير وتفعيل مشروعها كنشاط اقتصادي وبيئي، وإعادة صياغة بعض أساسيات المشروع من أجل خلق أنشطة موازية، تتمثل في استرجاع الفضلات الناتجة عن عملية “استخلاص الزيوت”، من أجل صنع منتوجات غذائية.

مشروع بدون فضلات

أصبح عمل المؤسسة قائمًا على استخلاص الزيوت وفي نفس الوقت استرجاع الفضلات وتحويلها، وبالتالي التقليل من النفايات وحماية المحيط والبيئة وهو ما يجعل المؤسسة تدخل في إطار ما يعرف بالمؤسسات “صديقة البيئة” التي لا تخلف فضلات. وعن تجهيزات المؤسسة تقول الشابة أن اللالات الخاصة بالتصنيع يتم جلبها من الصين وألمانيا، ولكن التحدي الأكبر هو تأسيس فريق عمل متخصص في هذه الصناعة غير المعروفة في الجزائر.

تحضر الشابة الطموحة لنشر كتاب حول التين الشوكي وفوائده، بالإضافة إلى تطلعها للتعاون مع قطاعات أخرى وخاصة قطاع الأدوية بشكل خاص. ويرجع اختيار رقية لهذا المجال بالضبط رغم التحديات المرتبطة به لكونه مجالا يوفر العديد من فرص التطوير والابتكار والإبداع.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
huffpost
زر الذهاب إلى الأعلى