محمد أنور جزائري حصل على دكتوراه في أرقى جامعة عالمية

محمد أنور بلعيد، طبيب بيطري جزائري، نقل قصة نجاحه الملهمة بعد مناقشته لأطروحة الدكتوراه ونجاحه فيها بامتياز في جامعة تعتبر أرقى جامعة عالمية في الطب البيطري بتاريخ 17جويلية 2020 من أجل إلهام الشباب والطلاب للتمسك بأحلامهم وعدم الإستسلام.

يقول أنور أن رحلته مع الدراسة الجامعية دامت 14 سنة كاملة. بدأت القصة في عام 2006 عندما كان طالبا في تخصص العلوم البيطريه في جامعة الشادلي بن جديد في الطارف، شرق الجزائر.

من الصحراء إلى الطارف

يسرد أنور: “دخلت قاعة المحاضرة في اليوم الأول من التحاقي بالدراسة في الجامعة مثلي مثل الخمس مئة طالب الذين وجدوا معي. كان الطلبة حينها من مختلف الولايات والأجناس والبلدان وحتى الأديان.كان المشهد كافيا ليربكني فجلست في آخر مقعد مختفيا عن الأنظار لأراقب من بعيد”.

هناك لم يكن يعرف هذا الطالب جل الأشخاص من حوله، كان في عالم غريب يقول: “جعلني أتعرق خجلا فقط بكوني موجود. كان لباسي مختلفا عنهم، كلامي أيضا وحتى لون بشرتي. كل شيء كان يقول لي حينها أنك يا ابن الصحراء في عالم لا تنتمي إليه”.

ويضيف الطالب الشاب عن تجربته في أول يوم بالجامعة: “ما هي إلا لحظات حتى توقفت عن الكلام مع نفسي لما دخلت الأستاذة مادي.رحبت بنا وألقت التحية بعد وقوفها في وسط القاعة وهي تتكلم بكلمات فرنسية لم أفقه منها سوى بونجور”.

يضيف أنور وهو يصف الحدث: “زاد خوفي كثيرا وقلت في نفسي هذا ما كان ينقصني.لم تمر بعدها إلا لحظات حتى سمعت الأستاذة تقول: “وادي سوف. رفعت رأسي فرأيت الكثيرين ينظرون لي ويقولون إصعد للمنبر فالأستاذة مادي تناديك. تعجبت في نفسي وقلت لماذا أنا ماذا فعلت؟!”

يروي أنور أنه عندما هم بالصعود، رأى أربعة من زملائه يقفون. ويقول: “ما هي إلا دقائق حتى قيل لي أن الأستاذة مادي طلبت من كل الطلبة القادمين من مدينة وادي سوف وتبسة أن يجلسوا في الصف الأول لأنهم ضعيفون في اللغة الفرنسية”.

تحدي عدم إتقان اللغة الفرنسية

اعتبر أنور هذا التصرف استصغارا لهم. ويصف كيف شعر بالخجل من ذلك لدرجة التعرق. وذلك لأن باقي الزملاء في القاعة كانوا ينظرون لهم باستعلاء كما يقول. حيث ظل ذلك المشهد يتكرر كثيرا من قبل عدة أساتذة.

وتسبب هذا الأمر حسبه في استسلام 9 طلبة من مدينته، الذين قرروا التخلي عن الدراسة، وعادوا إلى مدينتهم بسبب الضغط النفسي الذي كانوا يتعرضون له لأنهم لا يتقنون هذه اللغة.

في المقابل اختار أنور أن يبدل جهدا وطاقة ليبرهن لهم لأنه قادر على تجاوز هذه العقبة ويجعل الآخرين يدركون حقيقة أخرى: “صحيح أننا لا نتقن اللغة الفرنسية لكننا نفهم جيدا العلوم!”.

بدأ أنور التحدي، وحصلت على أعلى علامة في مقياس الأستاذة مادي في السنة الأولى. ثم حصل على المرتبه الأولى بين كل الطلبة في السنه الثالثه والرابعة والخامسة.

منحة دراسية في إسبانيا

من أجل مشروع التخرج، صمم أنور  هيكل عظمي لجمل. كان الأول في الجامعة والثاني في الجزائر لتليه أعمال أخرى ويصبح لدى الجامعة بعد أعوام مخبر للتشريح.

حصل محمد أنور على منحة من بلد إسبانيا فدرس الماستر في جامعة سرقصطه وجامعه برشلونة. سجل بعدها لدراسة الدكتوراه فدرس في جامعه دايفيس في أمريكا وجامعة بارما في ايطاليا وجامعة برشلونة.

وفي يوم 17 جويلية 2020 قدم أطروحة الدكتوراه للجنة التي تكونت من باحثين عالمين بينهم باحثين كندين. وتحصل على شهادة دكتوراه عالمية وبنتيجة ممتاز من أرقى جامعة عالمية التي تحتل المرتبة الخامسة في ترتيب أفضل الجامعات العالمية في العلوم البيطرية.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى