جزائري يعمل بنصف دوام لمساعدة المهاجرين

في وجهتهم الطويلة نحو المنفى يصادف المهاجرون بعض الأرواح الطيبة، و”حميد فاضل” واحد من تلك الفئة التي يمكن أن تلتقي بها. منذ 15 سنة وهذا الجزائري الذي يبلغ 37 سنة من العمر يكرس وقته لمساعدة المهاجرين وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم.
يعمل حميد بنصف دوام كمحاسب في وسط العاصمة الجزائر بينما يعمل في النصف الثاني من الدوام في المنظمة غير الحكومية “مقابلة وتنمية” والمسماة Rencontre et Développement في مقر المنظمة يستقبل الشاب خلال جميع أيام الأسبوع العديد من المهاجرين من الساحل الإفريقي، غالبا لا يملكون وثائق الهوية والإقامة الشرعية.

يقدم مساعدات إنسانية

يستمع الشاب إلى المهاجرين وسبب زيارتهم، ومن بين الذين يقصدونه مثلا: امرأة حامل في شهرها التاسع والتي لم تخضع لأي متابعة طبية خلال فترة حملها بحاجة إلى إجراء تحاليل، يقدم لها حميد موعدا من أجل أخذها إلى المصحة والخضوع للفحوص اللازمة. إلى جانب ذلك يقصد ثلاث أشقاء، جنيفيف، جوناكس، ليفنستون، أخوين وأخت، من الكوت ديفوار، الشاب الجزائري، بشكل دوري، لأخذ ملابس ولوازم بسيطة.

حميد يعرفهم جيدا ويلتقي بهم دوريا منذ قدومهم للجزائر قبل سنتين. عند حاجتهم إلى الذهاب لجمعية أخرى مثل جمعية “ندى” التي تهتم بالدفاع على حقوق الأطفال من أجل الحصول على دعم لشراء اللوازم المدرسية، فإن حميد هو من يرافقهم بعد دعوتهم على الغذاء. 

كبر في الميتم فشعر بالمحتاجين

هذه هي يوميات حميد، خدمات إجتماعية وهاتف لا يتوقف عن الرنين، منذ بداية نشاطه في المنظمة قبل 15 سنة، وبفضل عمله هناك تعلم الإنجليزية، وسافر إلى أوروبا وأفريقيا وتعرف على أشخاص من ثلاثين جنسية يقصدون كل سنة مكاتب المنظمة، ويستقبلهم بابتسامة وتعاطف كبير، فيحظى بثقتهم. ومن بين أكثر المهاجرين الذين تواصل معهم الشاب، هم المنحدرون من الكاميرون، ومالي، وساحل العاج والكونغو.

وإذا كان الشاب يجد راحته مع المهاجرين فلأنه أيضا عرف ظروف معيشية صعبة، يقول حميد: “في السادسة من العمر اكتشفت أني ابن بالتبني، وعشت ذلك بشكل سيء جدا لذلك وضعت في المركز أين قضيت طفولتي وفترة المراهقة”. خلال هذه الفترة اكتسبت خبرة الحياة، يعلق: “كنا أطفال المركز والآخرين كانوا أطفال عاديين”. ولكنه أيضا تعلم في المركز التنوع، موضحا: “كنت مع أطفال من كل أنحاء الجزائر”.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
clavo
زر الذهاب إلى الأعلى