تعرف على أصدقاء الجزائر

حملت العديد من الشخصيات العالمية اسم “صديق الجزائر” بسبب مواقفها المؤيدة للشعب الجزائري أو كفاحها ونظالها في صفوف جبهة التحرير الوطني خلال ثورة التحرير. تعرف هنا على 10 شخصيات وصفوا بكونهم “أصدقاء الجزائر”.

1.المصور ستيفان لابودوفيتش

قرر المصور لابودوفيتش، المولود بيغسلافيا، دخول الجزائر  سنة 1959 وهو شاب لا يتجاوز عمره 33 سنة، من أجل تصوير أفلام وثائقية لنقل ما يحدث في الجزائر داخل المدن وفي الجبال. ركزت أعماله على الأحداث والمجازر المرتبكة في حق الجزائريين من عام 1959 إلى عام 1962، وكان معروفا بمناصرته للقضايا الإنسانية. تمكن من تخليد اللحظات التاريخية للجزائر خلال حرب التحرير، باستخدام الكاميرا. نقل العديد من تنقلات ومعارك الثوار الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي بمئات الصور.  أثارت صوره الرأي العام العالمي من خلال ربط واقع الثورة في الجزائر ضد الدعاية الاستعمارية التي تهون مما يحدث وتصف الثوار الجزائرييين بالإرهابيين وقطاع الطرق. تعرض  الصور التي التقطها ستيفان لابودوفيتش في المتاحف الجزائرية وفي الأعياد الوطنية. ويعتبر الجزائريون لابودوفيتش مناضلا شارك في الثورة من خلال صوره التي جسد فيها قمع المستعمر.

2. الطبيب النفساني فرانز فانون

يعتبر فرانز فانون صديق الثورة الجزائرية بامتياز. قدم إلى الجزائر سنة 1953 وعمره 28 سنة،  وبقي فيها لمدة سنتين حيث تعرف على أعضاء جبهة التحرير الوطني وقدم لهم مساعدات عديدة منها العلاج والدواء خاصة. وفي نهاية سنة 1956  قدم إستقالته إلى الحاكم العام بالجزائر من منصبه كطبيب في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة، وألتحق بصفوف جبهة التحرير الوطني. 

درس سوسيولوجية الثورة وتحدث “فانون” عن معاملة الأطباء الفرنسيين للجزائريين، قائلا: “رأينا أطباء عسكريين طلبوا سريرا لجندي جزائري جرح في معركة ورفضوا معالجته، وكانت الحجة الرسمية أنه لم يكن هناك حظ كافي لإنقاد حياة المجاهدين”. كان “فانون” يقوم بمعالجة الجنود الجزائريين في الحدود التونسية الجزائرية، ومحرراً في جريدة “المجاهد” الناطقة باسم الجبهة، كما تولى مهمات تنظيمية مباشرة، وأخرى دبلوماسية وعسكرية.

3.المؤرخ جان لوك إينودي

ظهر دعم “إينودي” للجزائر عندما قام بالدفاع عن مظاهرات17  أكتوبر 1961 بباريس، وناضل من أجل كشف حقيقتها. وتعود الأحداث إلى الخامس من أكتوبر عندما صدر أمر بحظر تجول الجزائريين من الساعة الثامنة مساء وحتى الخامسة والنصف صباحا. واعتبر المهاجرون الجزائريون وقتها الحظر عنصريا وتعسفيا، وفي 17 أكتوبر 1961 خرج آلاف الجزائريين في باريس بمظاهرات سلمية. هاجمتهم الشرطة وقتلت العشرات منهم عمدا في الشوارع ومحطات ميترو الأنفاق، وألقت بالعشرات منهم في نهر السين.

شهد المؤرخ جان لوك إينودي في كتابه “معركة 17 أكتوبر 1961  بباريس”، أن تلك الأحداث تعد محطة مؤلمة من محطات “الحرب الجزائرية” وعلى فرنسا تقديم الاعتذار للجزائرين. في سنة 1999 رفع “موريس بابون” قائد المجزة دعوى قضائية ضد المؤرخ  بتهمة الذم والقدح وتزييف الحقيقة. قدم المؤرخ الملقب بصديق الجزائر عدة محاضرات حول تفاصيل هذه الحادثة في العديد من المدارس وأمام طلاب من أصول أجنبية مختلفة.

4.الصحفي شارل هنري

 شارل هنري فافرود، واحد من الشخصيات المهمة التي عرفت باسم “صديق الجزائر”، صحفي سويسري ومصور بالإضافة إلى امتهانه الكتابة والسينما. ظهر اهتمامه بالجزائر عندما كان عمره 25 سنة فقط، حين قام بإعداد روبورتاج سنة 1952 حول الوضع في الجزائر، ونشر حوار لفرحات عباس 1956.

لعب شارل هنري دورا هاما في ربط اتصالات بين مسؤولي جبهة التحرير الوطني والسلطات الاستعمارية الفرنسية من أجل مفاوضات اتفاقيات ايفيان. ألف عدة كتب حول الجزائر منها “الثورة الجزائرية”، “جبهة التحرير الوطني”.  اشتهر بمقولته “أنا مدين للجزائر فهي علمتني الوعي السياسي”.


5.المخرج السينمائي روني فوتيه

روني فوتيه، مخرج سينمائي فرنسي، عرف باسم “صديق الجزائر”.   ويعتبر فوتيه من أشهر السينمائيين الملتزمين نظرا لتبنيه العديد من القضايا الانسانية وتناولها سينمائيا عبر أفلامه. وثق المخرج للعديد من مراحل الثورة الجزائرية. كان يرفض فكرة الجزائر فرنسية رفضا قاطعا. ومن أبرز أعماله التي عالجت الثورة الجزائرية واقتربت من أجوائها فيلم “أمة الجزائر” سنة 1954، وهو العمل الذي منع وصدر بسببه حكم ضد فوتيه بدعوى المساس بـ”الأمن الداخلي الفرنسي”.

أخرج أيضا فيلم “الجزائر تحترق” سنة 1958 و”شعب يتقدم” سنة 1963. وساهم رونيه فوتيه في إنشاء المركز السمعي البصري بالجزائر وكان مكلفا تكوين السينمائيين والتقنيين الشباب في الجزائر المستقلة وأشرف عليه حتى مغادرته الجزائر 1966. نال فيلمه “أن تكون في العشرين بالأوراس” الجائزة الدولية للنقد بمهرجان كان” سنة 1972، كما حاز فيلمه “أبناء العم الثلاثة” على جائزة أفضل فيلم عن حقوق الإنسان في ستراسبورغ في 1970.

6.الزعيم نيلسون مانديلا

ارتبط اسم الزعيم “نيلسون مانديلا”  بالجزائر خلال سنوات نضاله ضد نظام الأبارتايد، علما وأن مانديلا عرف الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي لها، واستمرت هذه العلاقة وتوطدت خلال السنوات الأولى لاستقلال الجزائر، وخلال الفترة التي قضاها خلف القضبان، وإلى غاية خروجه من السجن، وعند خروج مانديلا من السجن كانت الجزائر هي أول دولة يزوها.
تعود علاقة نيلسون مانديلا بالجزائر إلى سنة 1961 عندما أسس المؤتمر الوطني الإفريقي، وتعرف على الدكتور شوقي مصطفاي عضو الحكومة الجزائرية المؤقتة، الذي حدثه عن الثورة الجزائرية. أعتبر الجزائر وطنه الثاني، ومن مقولاته الشهيرة عن الثورة الجزائرية “الثورة التي قامت بها الجزائر تستحق أن نعود إليها ونتذكرها”.

7.المحامي فرانسيس جاكوب 

ولد فرانسيس جاكوب بستراسبورغ في 17 أوت 1930  واشتغل محامي وتولى قيادة رابطة حقوق الإنسان كما يعتبر أول رئيس لنقابة المحامين الفرنسيين. وقف المحامي منذ شبابه بكل صدق وقناعة إلى جانب قضية استقلال الجزائر.  انضم إلى هيئة المحامين المدافعين عن جبهة التحرير الوطني،  وكان فرانسيس جاكوب من مساندي العالم الثالث. أظهر مساندته  في كل مواقفه كما كان له التزام راسخ بقضية استقلال الشعب الجزائري.

8.الرئيس الكوبي فيدال كاسترو

فاجأ فيدال كاسترو كل العالم خلال احتفاله بعيد ميلاده التسعين، وهو يرتدي البدلة الرياضية الجزائرية، في مونديال البرازيل. زار الجزائر  خمس مرات كاملة دون احتساب الزيارات غير المعلنة، من بينها تواجده في الجزائر لمدة قاربت الشهر سنة 1973. زار سنة 1974 مدينة قسنطينة وطاف بشوارعها الرئيسية ومدنها مثل منطقة عين السمارة.

كان فيديل كاسترو يحضر شخصيا مناسبات الأعياد الوطنية التي تحييها السفارة الجزائرية في هافانا دون غيرها من السفارات الأخرى، ويفضل طبق الكسكي الشهير في تلك المناسبات، بالإضافة إلى تجسيد مشاريع مشتركة لاسيما في مجال الصحة، حيث ينشط حاليا أكثر من 900 طبيب كوبي في الجزائر.

9.كاتب السير الذاتية جان لاكوتور

يعتبر جان لاكوتور أهم كاتب للسير الذاتية للشخصيات البارزة في القرن الـ21. عمل في بداية الخمسينات محاميا من أجل القضايا المتعلقة بتصفية الاستعمار. خصص العديد من الكتب للحديث عن القضية الجزائرية. تطرق جان لاكوتور لصراعات حرب الجزائر ومفاوضات إيفيان الصعبة بين الحكومة الفرنسية والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في كتابه “الجزائر- انتهت الحرب” الذي صدر في 1985.  أصدر جان لاكوتور في سنة 2008  كتابا كرسه لإستقلال الجزائر ونهاية الحقبة الاستعمارية الفرنسية تحت عنوان “الجزائر جزائرية: سقوط الإمبراطورية وميلاد أمة”. 

10.الوزير توني بان

عرف الوزير الأسبق ونائب حزب العمال البريطاني توني بان بأنه صديق الجزائر. وكان توني أحد المدافعين عن القضايا العادلة. قدم دعما قويا للكفاح من أجل تحرير الشعب الجزائري وكان بمثابة مراسل دائم للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في بريطانيا.وكان دون منازع الشخصية البريطانية الأكثر التزاما لصالح استقلال الجزائر، التي كرمته بميدالية في 2004 بمناسبة الذكرى الـ50 لاندلاع الثورة. بدأ توني بان مشواره البرلماني سنة 1950 وعمره لا يتعدى 25 سنة.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
سوبرنوفا
زر الذهاب إلى الأعلى