المضاربة.. ما هو المقصود بها في التجارة؟!

يرى البعض أن النشاط التجاري بغض النظر عن القائم به سواء كان تاجرا أم غير تاجر، يرتبط بالمضاربة. ویری مناصرو هذه النظرية أن العمل التجاري يقوم على فكرة المضاربة فما المقصود بها؟!. تعرف المضاربة في اللغة على أنها السفر بغرض التجارة. وفي المفهوم الشرعي تعرف بأنها نوع من الشركات. يقوم باتفاق طرفين يقدم أحدهما المال والآخر يقدم جهدا ونشاطا في الإتجار. والغاية من ذلك تحقيق الربح وتوزيعها فيما بينهم.

أساس العمل التجاري

المضاربة في البورصة لها معنى قانوني غير معناه الشرعي. إذ تعني المخاطرة بالبيع أو الشراء بناء على التبؤ بتقلبات الأسعار. وذلك بغية الحصول على فارق الأسعار. ويمكن أن تعرف كمفهوم اقتصادي بكونها (عملية تتعلق بشراء شيء لإعادة بيعه في وقت لاحق بهدف تحقيق الربح).

ولقد نادي الكثير من الفقهاء الكلاسيكين بهذه النظرية للتعريف بالعمل التجاري کالأستاد بوایتل والأستاذ بارديسيو. كما دعا الأستاذان أهاميل ولاقارد إلى الأخذ بهذه النظرية بالمعنى الواسع أي تطبيقها على كل عمل يهدف لتحقيق الكسب المالي، ويبدو أن العلامة ابن خلدون قد سبق الفقهاء الفرنسيين في الأخذ بهذا المعيار إذ يقول (إن معنى التجارة تنمية المال بشراء البضائع ومحاولة بيعها بأعلى من ثمن الشراء).

المضاربة والسعي وراء الربح

وبشكل عام يمكن القول أن المضاربة، هي السعي وراء الربح والكسب المالي. أو هي توظيف رأسمال في عمل معين بقصد الحصول على الربح. نظرية المضاربة تتضمن جانبا كبيرا من الصحة لأن النشاط يفترض لزاما قصد الربح، إلا النظرية تعرضت للنقد. حيث أن بعض  الأعمال المدنية يقصد منها تحقيق الربح. كل أصحاب المهن الحرة من محامين وأطباء ومهندسين يقصدون تحقيق الربح مع أنهم يقومون بأعمال مدنية.

إن قصد الربح هو غرض معظم النشاطات البشرية، فهو عنصر مشترك بين الأعمال المدنية والأعمال التجارية. وهناك بعض الأعمال التي أعطاها القانون الصفة التجارية رغم عدم توفر عنصر المضاربة فيها کسحب الأوراق التجارية. وهناك من يرى أن الأعمال التجارية هي التي يقوم بها الفرد بقصد المضاربة ولو كان غير تاجر.

المصدر: عبد القادر البقيرات، كتاب مبادىء القانون التجاري.

إقرأ أيضا: ماذا تعرف عن البورصة التي صنعت إمبراطوريات وهدمت أخرى؟!

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى