التعليم عن بعد في الجزائر : تجربة خاصة

الظروف الحالية التي يشهدها العالم حتمت على المنظومة التربوية التوجه نحو تجربة التعليم عن بعد في الجزائر . رغم التحديات التي تواجهها كتجربة فتية وجديدة.

مع انتشار وباء كورونا الذي أدى إلى غلق المدارس وأجبر التلاميذ على البقاء في المنازل. ظهرت الحاجة إلى ايجاد بديل لاستمرارية الدراسة عن طريق المنصات الإلكترونية والقنوات التلفزيونية فيما يعرف ب: التعليم عن بعد في الجزائر .

1. طرق التعليم عن بعد

اعتمدت وزارة التربية والتعليم على مجموعة من الطرق التعليم عن بعد في الجزائر والمتمثلة في: التعليم عن طريق القنوات التلفزيونية من جهة والتعليم عن طريق الانترنت من جهة أخرى. لجميع المراحل التعليمية بدون استثناء.

2. نجاعة التعليم عن بعد

منذ الاعلان عن بداية اعتماد الوزارة على التعليم عن بعد في الجزائر ، ظهرت آراء متباينة حول نجاعة هذا الأسلوب من التعليم، نظرا لخصوصيته من جهة والصعوبات التي يمكن أن تواجه التلاميذ وتعيق مدى استيعابهم للدروس من جهة أخرى.

حيث أن التعليم عن بعد لا يسمح التلاميذ بطرح الأسئلة في حالة عدم فهمهم لجزء أو عنصر من الدرس واحيانا الدرس كاملا. بالأضافة إلى ذلك فإن الصورة عادة ما تكون غير واضحة أثناء تقديم الدروس عن بعد وهو ما يعيق فهم واستيعاب التلاميذ للدرس، دون ان ننسى الاشارة إلى الخط، الذي يمكن أن يكون غير مقروء ومفهوم من قبل جميع التلاميذ لاختلاف مستوياتهم.

ومن جانب آخر، نجد أن لهذا الأسلوب من التعليم آثار صحية، تبرز خاصة في ضعف النظر وصعوبة التركيز خاصة عند فئة التلاميذ الذين يعانون من ضعف في البصر.

3. التحديات التي تواجه التعليم عن بعد

يواجه التلاميذ مجموعة من التحديات وعلى راسها غياب التركيز، وفي هذا تقول خلود، 14 سنة، أن “التلميذ لا يستطيع التركيز جيدا  إذا كان لديه ضجيج في المنزل، ويجد صعوبة في الفهم داخل القسم فما بالك في البيت أمام التلفاز”.  بالإضافة إلى غياب الالتزام، حيث أن التلاميذ لا يهتمون بالواجبات فلا ينجزونهم وبالتالي لا يحققون أي تقدم. ومن التحديات الأخرى نجد عدم الالتزام بالحضور، لأنه لا يكون اجباريا.

4. ضرورة الاعتماد على التعليم عن بعد

أن كل الصعوبات والتحديات السابقة لا تنفي أهمية وضرورة التوجه نحو الاعتماد على التعليم عن بعد، خاصة في الظروف الحالية، لكونه الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها اكمال البرنامج التعليمي المتبقي من السنة الماضية. وفي هذا الشأن تقول روان، تلميذة في المتوسط،14 سنة: “في رأيي أنه مهم جدا لأنه يسمح لنا لاكمال الدروس المتبقية وبالتالي لا نواجه مشاكل في السنوات المقبلة”.
من جهتها تقول سيرين، تلميذة في المتوسط، 14 سنة: “التعليم عن بعد يعتبر فرصة جيدة تسمح التلاميذ بالاستفادة من وقتهم خلال فترة الحجر الصحي”.

ويبقى التعليم عن بعد في الجزائر أسلوب يمكن الاستفادة منه رغم الصعوبات والتحديات التي يمكن أن تعيقه، في حالة الاعتماد عليه بشكل جيد، باعتباره أسلوبا مرنا يتطلب جهدا، تكلفة ووقتا أقل منه في حالة التنقل إلى المدارس.

تدوينة: أمل بوكرفة

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى