البطل الجزائري الذي خسر مباراته عمدا كي لا يرتفع علم فرنسا

شريف حامية ، ملاكم جزائري، اشتهر عالميا سنوات الخمسينات وأصبح شيئا يشبه الظاهرة، بدأ مسيرته بالجزائر ثم فرنسا سنة 1953 وشارك في بطولة أوروبا وحقق انتصارات عديدة. وصل اسمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية المهووسة برؤية الأبطال عن قرب. سافر هناك وتبارز مع نجوم الغولدن غلوف في شيكاغو وسانت لويس وهزمهم ثم عاد لفرنسا وحقق بطولتها سنة 1954 وكرر الإنجاز سنة بعدها بالضربة القاضية.

أعلن مديره أنه يريد انتزاع لقب عالمي في الولايات المتحدة، سافر هناك مرة أخرى وتبارز شريف حامية مع البطل كارميلو وهزمه وبعدها التقى تشيسنات في واشنطن وهزمه أيضا وبعدها بأكثر من شهر تحداه بيريوس في نيويورك وهزمه أيضا. خلال تلك الشهور أصبح شريف حامية ظاهرة في الرياضة الأمريكية له الكثير من المعجبين حتى من الرياضيين أنفسهم مثل نجوم البيزبول وأطلق عليه الأمريكان اسم “baby face” لأنه يبتسم كطفل صغير.

انتصارات حامية جعلته المرشح الأول لانتزاع حزام بطل العالم الذي يحمله ساندي سادلر، تحداه شريف حامية لكن سادلر انسحب ولم تحدث المباراة، بعدها ذهب وانتزع بطولة أوروبا سنة 1957 وعاد من جديد يريد لقب العالم، اختير له النيجيري هوغان باسي، قبل المباراة اقتربت منه امرأة و أخبرته شيئا و انصرفت. 

بدأ حامية المباراة أمام أنظار الآلاف ومتابعة الصحافة الرياضية العالمية، أسقط منافسه أرضا من البداية ثم توقف كمن تذكر شيئا، نهض منافسه وبدأ يضرب حامية دون أن يفعل الأخير الكثير ليرد، كان فقط يحاول تجنب بعض الضربات لكن بسلبية ولا إرادة، مع مرور الوقت بدأ استهجان الجمهور لـ”المهزلة”، بطل عظيم صنع هوسا ومعجبين ليظهر كـ”مبتدئ” في تحد عالمي.

أوقف الحكم المباراة في الجولة العاشرة معلنا فوز الملاكم النيجيري، حسرة فرنسا على بطلها “المتخاذل” كانت كبيرة، قبيل وفاته قال حامية في حوار صحفي أن السيدة التي اقتربت منه كانت مبعوثة من جبهة التحرير الوطني التي كانت تخوض حربا مفتوحة، كان أمرا له بأن يخسر “المباراة الحلم” كي لا يرتفع علم فرنسا كبطلة للعالم.

محمد معراف

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى