أمين حول لاجئا إلى رياضي محترف في ركوب الأمواج

علي قاسم، لم يكن قد رأى البحر مطلقًا بعينه قبل أن يفر من سوريا رفقة عائلته والتوجه إلى لبنان، لكنه الآن أصبح يركب الأمواج بشكل منتظم ويحلم بتأسيس مدرسة تعليم ركوب الأمواج الخاصة به في المستقبل.

يبلغ اللاجىء السوري المنحدر من مدينة حلب، 17 سنة من العمر، يرتدي بدلته الخاصة ويحمل لوحه ويحضر نفسه جيدًا لدخول البحر. يختفي ببراعة ولياقة عالية وراء الأمواج وكأنه يحلق في الأفق.  يقول قاسم الذي يمارس رياضة ركوب الأمواج في شاطئ الجية على بعد 30 كيلومترًا جنوب بيروت: “عندما أكون على لوحي، أشعر بالحرية، أشعر كأنني في حياة أخرى”.

شغف ركوب الأمواج

عمل والد علي قاسم، في مدينة الجية على مدار 25 سنة الماضية، وبعد اندلاع الحرب في سوريا في مارس 2011، قرر جلب عائلته إلى لبنان أيضًا. لدى قاسم شقيقان وثلاث شقيقات، ولكنه لا يتحدث عن عائلته وحياته الخاصة إلا قليلًا. توفي شقيق ثالث في سوريا، “قتل في حلب في بداية الحرب”، كما يقول، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

حياة علي قاسم الآن، يهيمن عليها هوسه وشغفه بركوب الأمواج، يقول: “إن ركوب الأمواج يشبه الفن، فهو يسمح لي بالتعبير عن شخصيتي، أصبحت شخصًا آخر، ولدي ثقة أكبر بنفسي”.

اكتشفه أمين بالصدفة

جاء دخول قاسم إلى عالم ركوب الأمواج من خلال علي الأمين، الذي أصبح معلمه بعد لقائهما صدفة في عام 2015. على شاطئ الجية الرملي، شاهد أمين الطفل قاسم وهو يحاول ركوب الأمواج. ويروي أمين البالغ من العمر 34 عامًا، والذي يدير مدرسة لتعليم الأمواج في الجية: “كان قاسم يحاول ركوب الأمواج بقطعة من البوليسترين قطعها على شكل لوح”.

ويصفه أكثر: “كان لا يرتدي أي شيء سوى السراويل القصيرة، وكنت أخشى أن يغرق”. ولكن بعد مشاهدته لبضع دقائق، بدأت مخاوف أمين تزول: “كان يعرف بالضبط ما كان يفعله”.

كان قاسم قد أمضى ساعات طويلة في مراقبة راكبي الأمواج في شاطىء الجية قبل أن يقرر القيام بالأمر بنفسه. يقول علي قاسم: “لم أكن أعرف أن هذه الرياضة موجودة، في المرة الأولى التي رأيت فيها راكبي الأمواج، أردت أن أجرب ذلك”.

قرر أمين أخذ قاسم تحت جناحه، وأن يمنحه مكانًا في مدرسته الخاصة بركوب الأمواج وبدلة خاصة بهذه الرياضة ولوح، بشرط أن يكون جيدًا في  الصف.

مستقبل أفضل

بعد عامين من إشراف وتوجيهات أمين لقاسم الذي يعتبره مثل “ابن” له، جاءت النتائج مثمرة، يقول أمين: “إنه أفضل من بعض الناس الذين كانوا يركبون الأمواج لسنوات”.

علي قاسم مقتنع بأن هذه الرياضة، يمكن أن تساعده على “بناء حياة أفضل”. خلال فصل الصيف، يعمل في مدرسة أمين، يقوم بإصلاح الألواح، والترحيب بالزبائن والمساعدة خلال الدروس.

وتوفر له هذه الوظيفة دخلًا يساعد عائلته، مع دخل والده والدعم من وكالة الأمم المتحدة للاجئين. يؤكد قاسم: “عائلتي تدعمني حقًا في ركوب الأمواج، وليس لديهم مشكلة معها، الآن أنا أعلم شقيقي الأصغر كيفية ركوب الأمواج، وسأعلم أختي الصغرى كذلك”.

هدف قاسم الأساسي أن يصبح أول راكب أمواج محترف في سوريا، وأن يفتح مدرسة ركوب أمواج في اللاذقية عندما تنتهي الحرب. وتعتبر اللاذقية وجهة ساحلية تقع على شاطئ البحر.

ترجمة بتصرف: سارة جقريف

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
yahoo/supernova
زر الذهاب إلى الأعلى