أعرق مطبعة بالجزائر تعمل منذ 161 سنة

الجميع في البليدة يعرف مطبعة “موغين” التي تأسست في سنة 1857 من قبل ألكسندر موغين في مدينة البليدة. توجد المطبعة في بناية جميلة وأثرية عمرها أكثر من قرن من الزمن قاومت وصمدت رغم مرور السنوات. تتكون البناية من 3 طوابق لتحتضن أول مطبعة في الجزائر وهي مطبعة “موغين”.

مطبعة عمرها قرن ونصف

هذا المكان التاريخي الذي يعتبر نقطة مهمة في البليدة يعرفه الجميع حتى الأطفال من أبناء المدينة، وتحولت المطبعة التي يبلغ عمرها 161 سنة إلى نقطة لارشاد الآخرين. تقع البناية بالقرب من ساحة أول نوفمبر في البليدة. 

تتميز الكتب التي تطبعها هذه المطبعة بالنوعية العالية للورق واحترام المعايير الأبجدية وغيرها من المعايير وهو ما جعل دور النشرى الكبرى وفية لها منذ سنوات. عند الوصول إلى المنطقة توجد لافتة كبيرة تحدد المكان.

أسسها ألكسندر وسيرتها شونتال

بمجرد الدخول إلى البناية من الباب الخشبي ستجد قصاصات الأوراق البيضاء وطرود الكتب. مقابل الباب توجد 3 لوحات معلقة على الجدران وهي عبارة عن بورتريهات لشحصيات العائلات الثلاثة التي سيرت المطبعة. في الوسط بورتريه ألكسنر موغين، مؤسس المطبعة وعلى يسارة ابن أخيه ألبرت بيلنجي وعلى اليمين شونتال لوفافر وهي شخصية مشهورة في البليدة.

الجميع يعرفها كواحدة من الأقدام السوداء، ولدت في 1946 في الجزائر العاصمة في حي تيلملي، تركت البلاد في فترة المراهقة بعد الاستقلال ثم عادت مرة أخرى سنة 1993 لتسير المطبعة وتوفيت سنة 2015.

أول جزائرية تدير المطبعة

تسير المطبعة اليوم من قبل سهيلة لونيسي، وتعتبر أول جزائرية تسير هذه المؤسسة وذلك منذ سنتين، أي بعد وفاة شونتال التي كانت صديقتها المقربة وتعمل اليوم على تكريمها من خلال بعث وتعزيز مروثها المتمثل في المطبعة. وتقول سهيلة: “عملت معها لسنوات طويلة، وهذا التعاون العملي خلق صداقة رائعة، بعد وفاتها عينتني عائلتها لإدارة المطبعة”.

تركت سهيلة التي كانت تقيم في العاصمة منزلها وانتقلت لتستقر في البليدة من أجل التفرغ لهذه الوظيفة الجديدة، والتي لم تندم أبدا على قرارها ودخولها هذه المغامرة. وتمكنت من خلق علاقة طيبة مع العمال الذين يعتبرون روح المطبعة.

تدريب الجيل الجديد على الطباعة

توجد داخل البناية نافورة منذ سنة 1928 وهي مياه منبع سيدي لكبير التي يشبع منها العمال عطشهم، أمثال العامل نصر الدين زان الدين يعمل بالمطبعة منذ كان عمره 19 سنة، ورغم أنه يبلغ اليوم 67 سنة من العمر ووصل إلى سن التقاعد، إلا أنه مازال في العمل ويعمل على تدريب الجيل الجديد.

فتيحة هي الأخرى تعرفت على شونتال وهي في التاسعة عشر من العمر تتحدث عن علاقتها بها: “كنت طالبة وقمت بتربص التخرج في المطبعة، منحتني علامة 19 من 20، ثم عرضت عليا وظيفة ولم أتردد أبدا في قبولها. من جهتها تقول سهيلة أن الجيل الجديد يتجه نحو الرقمنة والآلات والأجهزة الالكترونية الحديثة في الطباعة، ولكن يجب تحسيسهم بأهمية مهن آبائهم وضرورة تعلمها. 

ترجمة بتصرف: سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

المصدر
huffpostmaghreb
زر الذهاب إلى الأعلى