جزائريون يطورون تطبيقا لتشخيص أمراض النباتات ويحصلون على علامة مشروع مبتكر

محمد براهيمي، شاب جزائري، يعمل كأستاذ مساعد في جامعة برج بوعريريج. تمكن رفقة زملائه من تطوير تطبيق لتشخيص أمراض النباتات والحصول على علامة مشروع مبتكر.

في حوار مع “سوبرنوفا” يتحدث محمد على فكرة هذا المشروع. ويشرح بدايته، الصعوبات التي واجهها وآفاق تطوره. وتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفلاحة.

صعوبة تشخيص أمراض النباتات

بدأ اهتمام محمد براهيمي بالفلاحة من خلال معايشته لمهنة والده، الذي يملك مؤسسة لبيع مستلزمات الفلاحة. وعن هذا يقول محمد لسوبرنوفا: “والدي يملك مؤسسة لبيع كل مستلزمات الفلاحة: الأدوية، العتاد، البذور.. عندما كنت طالبا في السنة الأولى دكتوراه لاحظت مشكل صعوبة تشخيص الأمراض النباتية. وهنا قررت أن أبحث في هذا الموضوع في أطروحة الدكتوراه”.

من هنا بدأت فكرة المشروع لدى محمد الذي درس تخصص الإعلام الآلي وتخرج من المدرسة العليا للإعلام الآلي. وقرر بعدها أن يطور الفكرة. وكانت الإنطلاقة الحقيقية للمشروع عندما تمكن في سنة 2019 من تشكيل فريق عمل متعدد التخصصات، مستغلا الخبرة التي اكتسبها من تربص قام به في بلجيكا لمدة سنة كاملة.

وعن الفريق يقول محمد متحدثا لسوبرنوفا: “أعمل حاليا مع فريق متكامل، باعتباري أستاذ جامعي وباحث في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب زميلين مبرمجين هما بوروح إلياس، طالب إعلام آلي في جامعة برج بوعريريج ومطور ويب، ومحبوبي هشام طالب في كلية الطب ومطور ويب. وكذلك فرطاس بلال، أستاذ جامعي يملك خبرة ميدانية في الفلاحة تخصص تحسين الإنتاج، وزدازي طارق، مهندس تسيير ويعمل في شركة Accenture العالمية في بلجيكا.”

وقد سمح تعدد التخصصات في الفريق بتطوير المشروع الذي يحمل اسم “فارمي“. وهي الشركة التي يسعى الفريق لتطوير استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفلاحة عبرها.

نجح فريق العمل في تجسيد المشروع وإطلاق التطبيق الذي دخل الخدمة منذ ماي 2020. وتمكن من جمع ثلاثة آلاف مستخدم، منهم من يتفاعل معه بشكل كبير ومنهم من يكتفي بتجريبه فقط في نسخته التجريبية.

استخدام البيانات لتطوير الفلاحة الذكية في الجزائر

ورغم الصعوبات التي واجهها الفريق، مازال يعمل على تطوير التصميم. وذلك في انتظار إطلاق نسخة جديدة قريبا تراعي خصوصية المستخدم بشكل كبير. حول هذه النقطة يوضح محمد براهيمي: “يجب مراعاة  ما يسمى ب user experience أو تجربة المستخدم في تصميم واجهات التطبيق. بمعنى جعل التطبيق سهل الاستعمال ومشابه لما تعود الفلاح على التعامل معه. وهذه كانت من بين الصعوبات التي واجهتنا”.

وعن الصعوبات الأخرى التي واجهت فريق العمل، يذكر محمد طبيعة التعامل مع الفلاحين. كون الفلاح عادة يؤمن بالملموس ولا يثق بالتطبيق إذا لم ير النتيجة. كذلك كون الفلاحين لم  يتعودوا على إستعمال التطبيقات والتكنولوجيا. وذلك بالإضافة إلى مشكلة ضعف الانترنت، وانعدامها أحيانا خاصة في المناطق المعزولة. وهو ما يشكل عائقا أمام نجاح الشركات والمشاريع التي تعتمد عليها.

ويذكر محمد مشكلة رئيسية تعيق تطور هذا النوع من المشاريع في الجزائر والمتمثلة في نقص البيانات التي تعد أساس الذكاء الاصطناعي. ويشرح هذه النقطة لسوبرنوفا: “مع الأسف مازال عندنا ضعف في جمع واستخدام البيانات، حيث  يمكن أن تجد شركة أجنبية لديها معلومات عن الجزائر أكثر من الجزائريين أنفسهم”. ويشير إلى أهمية هذه البيانات من خلال التجارب التي تبنتها العديد من الدول في هذا المجال، على غرار تلك التي وقف عليها في بلجيكا.

التنبؤ بأمراض النباتات

وهنا يتحدث محمد: “خلال فترة تربصي في بلجيكا لاحظت وجود مؤسسة تعمل في مجال البطاطا، التي إذا أصيبت بمرض اسمه الميلديو، فإنه يؤدي إلى تراجع الإنتاج بنسبة 40% في بدايته فقط. وقد يقضي تماما على المنتوج لاحقا لأنه ينتشر بسرعة رهيبة. ومن أجل التعامل مع هذا المرض، نشرت المؤسسة محطات لجمع البيانات حول مسبباته، مثل الطقس مثلا، ثم تحليلها عبر  خوارزميات تساعد في التنبؤ بحدوت هذا المرض، قبل عدة أيام من ظهوره، وبالتالي امكانية القيام بإخطار الفلاح واتخاد الإجراءات والوقاية”.

وحسب محمد فإن نفس المرض موجود في الجزائر، ويتسبب أحيانا في القضاء على محاصيل الكثير من الفلاحين كما لاحظ ذلك في الواقع. وهو ما يبرز ضرورة الإهتمام بجمع البيانات بخصوص أمراض النباتات واستعمالها في التشخيص المبكر والتنبؤ بحدوثها من أجل حماية المحاصيل.

في هذا الاتجاه يعمل محمد رفقة زملائه، من أجل تطوير مؤسستهم الناشئة لتنافس الشركات العالمية في مجال الفلاحة الذكية القائمة على استخدام البيانات. وعن آفاق هذا التطوير  يقول محمد: “أعتقد أن هناك تغيير تدريجي في طبيعة الفلاحين بالجزائر، حيث بدأنا نلاحظ وجود الشباب الذين يجيدون التعامل مع التكنولوجيا في هذا المجال ونتوقع أن يتزايد عددهم مستقبلا وبالتالي زيادة فرص تطوير الفلاحة الذكية في بلادنا”.

المصدر: سوبرنوفا

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى