أخر الأخبار

فلاحون جزائريون ينجحون في زراعة نباتات جديدة في الصحراء

هل سمعت من قبل بنبتة “الكينوا” أو زراعة “المورينجا” و “الجوجوبا”؟ كل هذه النباتات التي قد تبدو لك غريبة هي في الحقيقة محاصيل لتجارب زراعية ناجحة تمت في ولاية ورقلة بالجزائر.

وتمكن الفلاحون الجزائريون من تحقيق نجاح في تجربة زراعة محصول “الكينوا” وهي نبتة شبيهة بالحبوب تستعمل لأغراض الطهي، خلال السنوات الأخيرة بورقلة، وتحقيق نتائج “جد مشجعة” وفتحت آفاق “واعدة” من أجل توسيعها، تحت إشراف مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله بورقلة، التابعة للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية.

وتم في هذا الإطار تحقيق ما يناهز 32  قنطار في الهكتار الواحد خلال سنة 2018 محققة بذلك منطقة حاسي بن عبد الله (15 كلم شمال ورقلة) أحسن مردود على المستوى الوطني من هذا المحصول الممارس بشكل تجريبي منذ دخوله المنطقة سنة 2015، كما أكدته لـ/وأج، السيدة وفاء موسي خلال يوم تحسيسي وإيضاحي حول هذه النبتة.

واعتبرت السيدة موسي بأن نجاح تجربة زراعة نبتة الكينوا الغنية بالبروتين (من 14 إلى 18 بالمائة) والألياف والأحماض الأمنية والتي تتميز بالقدرة في النمو في الظروف البيئية والمناخية القاسية، يعد مؤشرا ايجابيا وفرصة لفلاحي المنطقة لاستخدامها كمحصول جديد يساهم في التنوع الغذائي وتعميم زراعتها في الأراضي المتضررة من الملوحة وشح الموارد المائية خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة .

ويراهن على هذه النبتة ذات الدورة الزراعية القصيرة في إنتاجها وغير المكلفة ماديا من خلال تشجيع الفلاحين على الإقبال عليها وتوعيتهم وتحسيسهم بفوائدها الكبيرة لاسيما وأنها تعتبر كعلاج لبعض المرضى (بدون غلوتين) ومطلوبة في الأسواق العالمية نظرا لقيمتها الغذائية، كما أوضحته مديرة المزرعة .

وبالرغم من تكيف الكينوا مع خصائص المنطقة وإمكانيتها في تحقيق محاصيل وفيرة لاسيما وأنها تتحمل ملوحة وفقر التربة والجفاف ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من مياه السقي إلا أن الإقبال عليها لا يزال لا يتعدى 10 بالمائة باعتبارها نبتة جديدة وإنتاجها لا يزال في مرحلة التجربة إلى جانب توجه الفلاحين نحو الحبوب والمحاصيل الكبرى، كما ذكرته السيدة موسي .

وتعمل مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله على مرافقة الفلاحين تقنيا وإيجاد حلول لعديد المشاكل التي تواجه الفلاحين كقساوة المناخ وملوحة التربة والجفاف وغيرها من خلال إدخال هذا النوع من المحاصيل الجديدة لاسيما وأن هذه الأخيرة تفتح آفاق “واعدة” كما لا تتطلب امكانيات كبيرة، وفق ذات المسؤولة .

وتستعمل نبتة الكينوا كغذاء للإنسان باستعمال حبوبها وأوراقها وكغذاء أيضا للحيوان باستعمال نباتها كعلف اخضر ومخلفات حصاده كما تستخلص منها مواد حلبية وتجميلية وزيوت وتدخل في كثير من الصناعات الغذائية كالحلويات والمأكولات بالإضافة إلى الصناعات الصيدلانية وغيرها، حسب الشروح المقدمة خلال أشغال هذا اليوم التحسيسي المنظم على مستوى مزرعة البرهنة وإنتاج البذور .

وعرف هذا اليوم التحسيسي والإيضاحي الذي جرت فعالياته بالهواء الطلق بالقرب من محيط زراعة نبتة الكينوا بذات المزرعة تنظيم معرض حول بعض المنتجات من حلويات وفرينة وغيرها بدون غلوتين لجمعية “مرضى السيلياك” المحلية وتذوق اسماك المياه العذبة المستزرعة على مستوى المحطة.

زراعة المورينجا والجوجوبا في ورقلة

وعملت مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله (20 كلم شمال ورقلة ) على ضمان المرافقة التقنية للفلاحين الراغبين في اقتحام نشاط زراعة المورينجا والجوجوبا بغرض تطوير هذه الزراعة الحديثة بهذه الولاية، حسبما علم اليوم الثلاثاء من مسؤولي المزرعة.

وترتكز جهود المرافقة والدعم لهؤلاء الفلاحين على قواعد الإرشاد الفلاحي سيما ما تعلق منه بقساوة المناخ و ملوحة التربة و الجفاف بما يسمح بتطوير هذا النوع من المحاصيل الفلاحية الجديدة سيما و أنها تفتح آفاقا “واعدة” فضلا على أنها لا تتطلب إمكانيات كبيرة، مثلما أوضح لـ”وأج” إطار بمزرعة البرهنة وإنتاج البذور.

وفي هذا الصدد تقوم المزرعة حاليا بحملات توعية واسعة و تنظيم أيام تحسيسية و إيضاحية لفائدة الفلاحين و المستثمرين من أجل التعريف بهذه النبتة و إبراز فوائدها الغذائية المتعددة للإنسان و الحيوان، و ذلك من أجل تشجيعهم على ولوج هذه الشعبة، وتمكينهم من إيجاد حلول بديلة للصعوبات التي قد تعترض ممارسة هذه الزراعة، يضيف السيد فاروق برغوثي.

وجرى إدخال زراعة هاتين النبتتين الجديدتين اللتان تتوفران على مميزات تتأقلم مع مناخ المنطقة و خصائصها الطبيعية كالجفاف و ملوحة التربة و المياه الشديدتين  و ذلك من خلال تخصيص مساحات صغيرة لا تتجاوز واحد (1) هكتار لكل نبتة على مستوى مزرعة البرهنة ، حيث يجري البحث في إمكانية توسيعها في أوساط الفلاحين.

وتتميز هذه النبتة (المورينجا) التي تشبه نوعا ما عشبة البقدونس وتعد علفا مفيدا لبعض الحيوانات كالأرانب و الدواجن، بكونها تتحمل ندرة المياه بشكل كبير و لفترات طويلة إلى جانب مقاومتها لملوحة التربة و المياه.

وسجل في هذا الإطار نجاح في زراعة نبتة المورينجا التي أعطت محصولا وجه للإستهلاك المحلي في شكل أوراق خضراء أو مجففة أو مسحوق يتم مزجه مع مكونات أخرى كالحليب أو العسل، كما شرح السيد برغوثي الذي ذكر بالمناسبة أن عشرات الفلاحين أبدوا استعدادهم لخوض تجربة هذه الشعبة في مزارعهم.

ولا تزال هذه النبتة غير معروفة بالشكل الكافي بالرغم من دخولها إلى المنطقة منذ حوالي خمس سنوات في الوقت الذي بدأت تعرف انتشارا “ملحوظا” بين فلاحي منطقة غرداية ، حيث تمكن أحد الفلاحين بها مؤخرا من غرس مساحة قوامها واحد (1 ) هكتار من هذه النبتة، كما تمت الإشارة إليه.

وتعد نبتة المورينجا التي يعود أصلها إلى آسيا الإستوائية ثم انتقلت بعدها إلى كل من أمريكا و إفريقيا سريعة النمو وغير مكلفة و طرق زراعتها سهلة وتتميز بوفرة محاصيلها ، بحيث يستطيع الفلاح تحقيق مردود يصل إلى 50 طن في الهكتار الواحد.

ولوحظ نمو طبيعي لهذه النبتة التي أدخلت إلى مزرعة البرهنة وإنتاج البذور بحاسي بن عبد الله كنبتة جديدة في 2017 غير أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج (فترة 4 سنوات).

كما يسجل كذلك نجاح “مقبول” و نمو طبيعي فيما تعلق بنبتة الجوجوبا التي أدخلت بدورها إلى المزرعة في ذات الفترة كنبتة جديدة غير أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج (4 سنوات).

وتتوفر هذه النبتة الدائمة الإخضرار التي يعود أصلها إلى المناطق الجافة، على عديد الفوائد سيما في مجال صناعة مواد التجميل من خلال استخلاص زيوتها، حيث أن بذورها تمكن من استخلاص 50 بالمائة من الزيوت الموجهة لهذه الصناعة.

ولا تزال هذه النبتة أيضا غير معروفة في أوساط فلاحي المنطقة بالرغم من نجاح تجربة زراعتها على مساحة محدودة بمزرعة البرهنة وإنتاج البذور، كما تمت الإشارة إليه.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى