هل بدأ عصر تراجع رفاهية الإنسان؟  

الرفاهية التي يبحث عنها الإنسان في العصر الحالي تعادل شيئا واحدا هو الطاقة، بفضل ما توفره له من خدمات ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها مثل الإضاءة، التدفئة، الطبخ، النقل، التسلية، وكل الأجهزة الضرورية التي تعمل بالطاقة. ومن أجل الحصول على هذه الرفاهية يتوجب دفع التكاليف المالية للإمداد بالطاقة التي تعرف ارتفاعا متزايدا في الفترة الحالية بسبب ارتفاع أسعار النفط، بعدما كانت أسعارها ثابتة في زمن سابق.

هل انتهى عصر الطاقة الرخيصة؟

يتسبب ارتفاع أسعار النفط في رفع أسعار أنواع الطاقة الصناعية الأخرى، وتفاقم مشكلات التلوث البيئي التي تهدد صحة الإنسان واستقرار البيئة وتقلص الرفاهية الاقتصادية. وكان الباحثون قد طرحوا سؤالا محيرا في بداية التسعينات مفاده: “هل انتهى حقا عصر الطاقة الرخيصة؟”. وبالتالي تراجع رفاهية الإنسان المرتبطة بها، بفعل زيادة استهلاك الطاقة الناجم عن زيادة عدد السكان. وهذا يعني وجود حاجة كبيرة إلى تغيير في أساليب الامداد بالطاقة وأنماط الاستعمال النهائي، للحفاظ على مستوى الرفاهية الحالي.

ترشيد استهلاك الطاقة

بدأت الدعوة إلى ترشيد استهلاك الطاقة، بمعنى  استخدامها بشكل عقلاني ومدروس، وعدم التبدير في الاستهلاك بأنواعه المتعددة، من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات الميدانية المتعلقة باستخدام وتشغيل الأجهزة المستهلكة للطاقة. ومن تلك الأساليب الحد من استخدام أجهزة التسخين الكهربائية  للمياه، لأن هذه العملية تعتبر من الاستخدامات غير العقلانية للطاقة، بسبب صرف أكثر من 66% من الطاقة الحرارية لتحويلها إلى طاقة كهربائية، إضافة إلى ضياع الطاقة في شبكات النقل والتوزيع التي توصل الطاقة الكهربائية إلى المستهلك. وذلك رغم أن تسخين المياه كهربائيا هو أحد عوامل الرفاهية للانسان في العصر الحديث.

مصادر جديدة لانتاج الطاقة

أصبحت اليوم برامج وحملات التوعية الموجهة لترشيد استهلاك الطاقة متعددة، تعمل على تبيين مدى الخسارة الناجمة عن التبدير الذي يمكن أن يسببه أي فرد عن قصد أو عن غير قصد وكيف أن هذا التبدير يسبب خسارة إجمالية كبيرة في الدخل القومي للحكومات. وتستهدف هذه البرامج الشعوب في البلدان المتقدمة والنامية أيضا، وتعد واحدة من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومات التي تبحث عن مصادر جديدة لانتاج الطاقة المتجددة من أجل تغطية الطلب على الطاقة وتخفيض تكاليفها.

الكاتب: مريم الهادف

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى