4 قواعد أساسية من أجل ضمان ذاكرة قوية

مع إقتراب الإمتحانات يتساءل الطلاب، كيف يمكن تنظيم أيام وأوقات للمراجعة؟ وهل هناك حيل للتعلم الفعال وتجنب النسيان في شهادة البكالوريا أو أي امتحان آخر؟ نستعرض في هذا المقال نصائح سيباستيان مارتينيز، بطل فرنسا في الذاكرة، للطلاب من أجل ذاكرة قوية وتجنب النسيان.

يطارد شبح النسان المترشحين للإمتحانات المصيرية مثل البكالوريا أو الاختبارات الأخرى، وينتابهم القلق حيال المعلومات التي تلقومها على مدار عام كامل والتي يجب عليهم حفظها. يقدم سيباستيان مارتينيز، بطل فرنسا سنة 2015 للذاكرة، والذي أصبح مدربا الذاكرة للتلاميذ والطلاب والمهنيين، مجموعة من النصائح للمقبلين على الإمتحانات

إذا كانت تفصلك سنة واحدة أو أقل من شهر على الهدف فإنك لن تطبق نفس الاستراتيجيات. في أقل من شهر، لا يزال هناك متسع من الوقت لتحسين منهجيتك لتكون أكثر فعالية. هذا مفيد بشكل خاص للطلاب لمواصلة تحسين مناهجهم طوال حياتهم.

التذكر يمر عبر أربع مراحل: القدرة على التحفيز، فهم المعلومات، الاحتفاظ بها، وأخيرا، تثبيتها وترسيخها بمعنى عدم نسيانها.

وتشكل هذه العملية حلقة افتراضية: عند الوصول  إلى ترسيخ المعارف، سنشعر بالتحفيز،  ولتحقيق ذلك، هناك مجموعة متنوعة من الأدوات والأساليب التي ستستخدم في كل مرحلة.

1.توقف قبل أن تتعب

من أجل البقاء متحفز، من المهم ألا يصيبك الملل والشعور بالاشمئزاز، ويقول سيباستيان “هذا هو الخطىء الذي وقعت به عندما كان طالبا، كنت أعمل ساعتين وأستريح ثلاثين دقيقة. ولكن أسوأ شيء نفعله هو التوقف عندما لا يمكننا الإستمرار. يجب علينا أن نفعل العكس، تماما  مثل التلفزيون، حيث يأتي الإعلان في أفضل لحظة في الفيلم، لديك علينا أن نتوقف ونستريح عندما يكون كل شيء على ما يرام وليس عندما يصيبنا التعب”.

ويوصي بطل الداكرة بالتناوب 25 دقيقة من العمل و 5 دقائق للراحة، وهذه الطريقة بسيطة جدا للتنفيذ. لهذا يجب على الآباء ومحيط الطفل، مساعدته  على أن يكون في هذه الظروف. ليتمكن حقا من العمل 25 دقيقة يجب الإبتعاد عن كل العوامل التي يمكن أن تشغله أثناء العمل مثل التلفزيون والهاتف. وبعدها يمكن للتلميذ أخذ قسط من الراحة من 3 إلى5 دقائق.

2.توظيف الرموز لذاكرة قوية

عندما تكون  تقود سيارتك وأنت تنظر في لوحة القيادة الخاصة بك، هناك رموز ولكن لا وجود لأي نص، وأنت تعرف جيدا ما يجب عليك القيام به. لذلك فمن المهم حقا أن تضع سجلات مرئية، مقابل سجلات خطية يتم تنظيمها في “1  ثم 2” و “أ ثم ب”.

الهدف هنا هو أن تصل إلى أهم شيء في أسرع وقت، باستخدام الجداول والرسوم البيانية. وللذين يطبقون بالفعل “الخرائط الذهنية”.  في الواقع، كما يوضحه  مبدأ “باريتو” فإن 20٪ من كلمات تكفي لتغطية 80٪ من المهارات والأفكار.

لتخزين المحتوى جيدا في الذاكرة، يجب إنشاء مجموعات الأفكار، أي إعطاء معنى وإنشاء رابط. وهذا يمكن أن يكون رابط منطقي، وهو الذي يشجع بشكل أكبر  النظام التعليمي.

مثلا المهرج يفضله الأطفال من عمر 8 سنوات، بينما تنقص فاعليته بداية من مرحلة المتوسط. “على سبيل المثال، أتذكر عاصمة مالي، لأن الاسم يذكرني بالملاكم محمد علي.

كلنا قمنا بهذه التجربة من العمل  الجماعي، أين كنا  نمزح وهذا يمكن أن يكون مفيد في التعلم بطريقة ممتعة”. وضع الدماغ الأكثر فعالية، هو الإستمتاع، لأن الإنسان لا ينتبه لمرور الوقت، وأيضا لأنه الأكثر يقظة.

3.كيف لا ننسى ونقوي الذاكرة

يقول الكثيرون أن المشكلة تبدأ في هذه المرحلة النهائية. لأنهم يكونون قد تعلموا ولكنهم لا يتذكرون، في الواقع. أحيانا التسلسل هو الذي يطرح المشكلة، وليس نهاية السلسلة.

المسؤول عن الترسيخ في الذاكرة هو تكرار. ولكن الخطأ الكلاسيكي أن 90٪ من الطلاب يقومون بمراجعة دروسهم عن طريق  إعادة قراءتها، ولكن هذا مجرد إضاعة للوقت.

وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة أن الطلاب الذين يعيدون قراءة دروسهم لا يتذكرون بشكل أفضل من الطلاب الذين لا يعيدون قراءتها. بل عكس ذلك فإنهم يكونون في وضع أفضل منهم.

الأسلوب الأكثر فعالية للمراجعة هو “الورقة البيضاء” لكتابة مسودة، حول ما احتفظنا به من الدرس، واستعادة الأفكار وإعادة هيكلتها.

وعندما تنتهي هذه المرحلة مهما كانت قصيرة أو طويلة، يمكن فتح الدرس وإعادة قراءته. وهو ما يسمح بتصحيح الأخطاء والتركيز في القراءة فقط في الأشياء الخاطئة أو التي تم نسيانها، وبهذه الطريقة يمكن كسب الوقت في المراجعة وجعلها فعالة.

4. تقليل التوتر من أجل ذاكرة قوية

يتساءل الطلاب هل يمكن أن يجنبنا هذا، النسيان  يوم الامتحان؟ هذه المسألة مرتبطة جزئيا بالتدريب  وبالتوتر. إذا قام الطالب بالمراجعة عن طريق إعادة قراءة الدروس، فانه لم يستعد جيدا بالضرورة.

يقول سيباستيان “لذلك أنصح بتقنية الورقة البيضاء، من أجل التدرب جيدا يجب أن تعمل مثل الرياضي الجيد، بمعنى  يجب عليك التدرب بنفس المستوى من الصعوبة التي ستواجهك يوم المباراة.

وإذا كنت تستعد للمشاركة في سباق 42 كيلومتر، لا يمكنك أن تتدرب على الجري لمسافة 2 كيلومتر يوميا. الجانب الآخر المرتبط بهذا الأمر هو الإجهاد والتوتر. ومن أجل التعامل مع هذا هناك مجموعة كاملة من الحلول، ومن بينها الذهاب إلى الجري والهدف هنا هو التخفيف من حدة التوتر.

“ما أوصي به أيضا كأداة بسيطة، هو بروتوكول تماسك القلب، وهي معروفة شائعة في فرنسا عن طريق الدكتور دايفيد سيرفان شرايبر: ويتعلق الأمر بمراقبة التنفس بواسطة تمارين لأجل تنظيم جيد لضربات القلب، والشعور بتركيز أكثر. وهذا البروتوكول يرتكز على التنفس لمدة خمس ثوان وحبس النفس لمدة  خمس ثوان لمدة خمس دقائق”.

ينصح بطل فرنسا في الذاكرة سيباستيان المترشحين لإجتياز الإمتحانات، بالتغذية الجيدة من خلال تناول كل ما يجعل الجسم في صحة جيدة. بالإضافة إلى الحرص على الحصول على تهوية جيدة ونقية من أجل السماح للدماغ بالعمل جيدا والحصول على ذاكرة قوية يوم الامتحان.

شرب كماية كافية من المياه وممارسة الرياضة، إلى جانب الانتباه إلى النوم لأنه يلعب دورا مهما في عمل الذاكرة لهذا على الطلاب الاستفادة من 7 إلى 9 ساعات نوم “إذا كنا نعمل حتى الرابعة صباحا وننهض عند منتصف النهار فلن يكون لنا عقل يعمل بشكل فعال”.

يشير سيباستيان في النهاية إلى ضرورة استماع الوالدين والمحيط الأسري للطالب ودعم المقربين منه له لاجتياز الامتحان.

إقرأ أيضا: كيف تراجع المادة العلمية التي تكرهها؟

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى