أخر الأخبار

ممرضة جزائرية تركت أبناءها وتطوعت لمواجهة كورونا

ليلى زيان بروجة، جزائرية من الشلف، قررت ترك وظيفتها في مصلحة الطفولة والتطوع للعمل في مواجهة كورونا، وهي إحدى مهنيات قطاع الصحة اللاتي آثرن، في خضم الظروف التي تمر بها البلاد بسبب انتشار وباء كورونا، أن ترفعن التحدي وتضعن المقاصد الإنسانية فوق كل اعتبار، لتتطوع ضمن الصفوف الأولى بالمركز المرجعي لمكافحة كوفيد-19 بالشرفة (الشلف).

ومنذ تفشي فيروس كورونا المستجد بالشلف، لم تتردد السيدة زيان بروجة في التطوع وتسخير خبرتها في قطاع التمريض وتسيير المصالح الطبية، من باب أن الواجب الإنساني يدعوها وكذا وعيا منها بتحمل المسؤولية الاجتماعية لاسيما في هكذا ظروف تستدعي تجنيد كل الطاقات البشرية والمادية لمواجهة هذه الجائحة.

ورغم المخاطر التي تحدّق بالمتطوعين بالمراكز المخصصة لمكافحة كورونا، إلا أن هذه السيّدة اتخّذت قرارها بالتنسيق مع زوجها ودون علم عائلتها إلا فيما بعد، علما أنها أم لأربعة أبناء، لتؤثر بذلك على نفسها وتتجنّد يوميا لتسيير المركز المرجعي بالشرفة. وككل المتطوعين في مراكز مكافحة كورونا، تخضع رئيسة مصلحة الطفولة (منصبها الأصلي) إلى الحجر الصحي هي وزميلاتها بمركز تحضير وتجميع المواهب والنخب الرياضية الوطنية بالحي الأولمبي، حيث لم تر عائلتها الصغيرة منذ 25 يوما وتكتفي بتخفيف الشوق لأبنائها بالحديث معهم هاتفيا على أمل انفراج أزمة كورونا وتعافي كل المرضى في أقرب الآجال.

وتبدأ يوميات السيّدة زيان بروجة بإعداد مخطط عمل الممرضين والأطباء ثم تتفقد جميع المصالح بما فيها مصلحة الإنعاش ومدى حاجتهم للأدوية ووسائل الوقاية، في صور تعكس شجاعتها وتحملها لعواقب تطوعها بما فيها إمكانية إصابتها بالعدوى وتعريض حياتها للخطر. وفي هذا السياق ترى أن قبولها التطوع والعمل في مركز مكافحة كورونا جاء عن قناعة وعلم بكل العواقب التي يمكن أن تترتب عن هذا القرار، حيث لا تترد في اتباع تعليمات الوقاية لاسيما خلال عملية ارتداء ونزع الألبسة الواقية وكذا المتابعة الآنية لوضعها الصحي، وكلها رضا بقضاء الله وقدره.

وتعتبر السيّدة ليلى أن تعافي الحالات المصابة يبقى حافزا معنويا لهم خصوصا في ظل أجواء الفرحة والصور التي يصنعها أهاليهم، لافتة إلى الروابط التي تنشأ فيما بينهم والحالات المصابة خاصة أن الطرفين خاضعين للحجر التام ولا يسمح لهم باستقبال الزوار. وتستذكر بتأثر شديد تعرض إحدى الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا لتعقيدات جرّاء تأخر قدومها إلى مركز العلاج، حيث بذل الطاقم الطبي كل مجهوداته لكنه لم يستطع علاجها، فكانت أولى ضحايا هذا الوباء بالولاية وذكرى حزينة لكل الأفراد المتطوعين.

وفي هذا الإطار دعت جميع المواطنين إلى التحلي بالوعي والتقدّم إلى مراكز علاج هذا الوباء للتأكد من إصابتهم من عدمها وتفادي نشر الفيروس الذي لا تظهر أعراضه إلا بعد 14 يوما، وهي مدة كافية لبلوغه مرحلة الذروة. واستنادا للمتحدّثة فإن معظم الحالات المصابة بفيروس كوفيد-19 بمركز الشرفة قد تماثلت للشفاء فيما تبقى حالة واحدة تخضع هذه الأيام للعلاج، وينتظر أن يتم تسريح الطاقم الطبي بعد خضوعه للحجر الصحي بمركز تحضير وتجميع المواهب والنخب الرياضية. وبقدر ما ترى السيّدة ليلى في هذه الفترة فرصة للعودة إلى المنزل ورؤية عائلتها، بالقدر ذاته تؤكد على استعدادها التام للتطوع والعمل في مراكز أخرى, إلى غاية القضاء نهائيا على هذا الوباء, لتثبت بذلك أن اصطلاح “الجيش الأبيض” كان حريًا بالأسلاك الطبية في حربهم ضد كورونا.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى