قلة النوم تسبب اضطرابات صحية كثيرة للأفراد

شددت الدكتورة حفيظة لطافي، مختصة في النوم بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية، على أهمية أخذ قسط وافر من النوم خلال رمضان الكريم حتى لا تتعرض صحة الفرد لاضطرابات جمة.

وأكدت ذات المختصة في تصريح لوأج أنه خلال الشهر الكريم عادة ما يغير الاشخاص أوقات نومهم ولا يستفيدون إلا من 3 إلى 4 ساعات فقط من هذا النوع من الراحة الجسدية والذهنية. وهي مدة اعتبرتها “غير كافية” وقد تتسبب قلة النوم في “تغيير الساعة البيولوجية لجسم الانسان وتنجم عنها اضرابات بعضها ظاهري يبرز في السلوكات اليومية للفرد سواء في الشارع أو الوسط المهني أو عند السياقة. والجانب الآخر باطني يحدث تغييرا هرمونيا وفي افراز الانسولين فضلا عن التأثير على الذاكرة“.

كما يعاني الاطفال المتمدرسون خلال هذا الشهر الفضيل الذي يتزامن مع الفصل الاخير من الدراسة. فعدم استفادة هؤلاء من قسط وافر من النوم قد يعرضهم للتعب شديد وعدم تحملهم لذلك يؤدي بهم -حسب ذات الاخصائية-” إلى عدم المتابعة الجيدة للدروس والتركيز خاصة وأن بعضهم على أبواب الاختبارات”.

قلة النوم تسبب الفشل الجسدي والذهني

وقد تكون هذه الاختلالات في النوم -اذا استمرت طويلا واعتمد الطفل نمطا معينا في ساعات الخلو الى النوم- “عاملا من عوامل الفشل الدراسي”، مشددة بالمناسبة على احترام ساعات النوم التي تتراوح ما بين 6 إلى 7 ساعات في اليوم”. وهو القسط الذي ينصح به الخبراء في الصحة باحترامه حفاظا على توزان الانسان ذهنيا وجسديا.

وقد أكد مواطنون استجوبتهم وأج أنهم يعانون من عجز في النوم خلال الشهر الفضيل نتيجة خلوهم الى النوم في ساعة متأخرة من الليل واستيقاظهم صباحا للعمل أو مرافقة أطفالهم الى المدرسة.

وقالت السيدة زهرة، موظفة بإحدى المؤسسات الوطنية من الساعة 9  إلى 16 بعد الظهر، أنها “تعاني خلال هذا الشهر من نقص فادح في النوم. سيما خلال الظهيرة أين يظهر عليها التعب الشديد ولا تستطيع المقاومة إلى غاية وصولها إلى المنزل. أين تنتظرها مهام أخرى يصعب عليها في هذه الحالة القيام بها”.

وأوضح من جهته، محمد، في الثلاثينات من العمر،كان داخل سيارته في طريقه إلى محله أنه ينام متأخرا ويذهب إلى عمله متأخرا. وذلك بحكم مهنته الحرة التي “لا تخضع الى ساعات محددة”، مضيفا بأنه سبق له أن نام عدة مرات داخل المحل عند شعوره بالتعب وحينما “يداهمه” النعاس.

وأكدت أم لثلاثة أطفال كلهم متمدرسين أنها “تجد صعوبة في الصباح في إيقاظ ابنائها للذهاب الى المدرسة لانهم ينامون متأخرين بالرغم من حرصها الدائم على “خلوهم الى الفراش عند الساعة التاسعة ليلا”، موضحة بأن عدم نيلهم لقسط وافر من النوم يخفض لديهم من نسبة التركيز ويجعلهم في حالة عصبية لا تطاق.

وأشار من جانبه رئيس المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق، أحمد نايت الحوسين، أن المندوبية نظمت عدة حملات تحسيسية حول الوقاية من حوادث المرور خلال الشهر الفضيل سيما فيما تعلق بتخفيض السرعة وانخفاض اليقظة والنعاس عند قيادة السيارة وذلك بالتعاون مع أطباء مختصين في هذا المجال.

واضاف ذات المسؤول في هذا الصدد أنه تم تسجيل 25 ألف حادث مرور خلال سنة 2020 احتل فيها انخفاض اليقظة والنعاس عند القيادة العامل الثاني في عدد هذه الحوادث بنسبة قاربت 14 بالمائة، مؤكدا بأن هذا العامل “لم يؤد إلى حوادث خطيرة جدا  فحسب، بل في بعض الاحيان أفضت إلى الموت”.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى