عندما يخدم الشباب الجزائري البيئة عبر الفيسبوك

يرتفع نشاط الشباب الجزائري عبر الشبكات الإجتماعية لنشر الوعي البيئي وتنظيف المحيط، سواء في عنابة، سكيكدة، في العاصمة، في وهران وفي مختلف ولايات الوطن. تبدأ النشاطات التي تهدف إلى زرع ثقافة الحفاظ على البيئة في العالم الافتراضي على صفحات فيسبوكية هادفة على غرار صفحة الدراجة الخضراء وصفحة AlgeriePropre التي تعمل على تحفيز الشباب للانخراط في تنظيف البيئة والمحيط ثم تتجسد المبادرات الشبابية على أرض الواقع.

ويعتبر شباب المدن الجزائرية نموذجا للتفاعل الفيسبوكي الهادف لتحسين وجه الجزائر. ويتجسد هذا التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مشاركتهم في المبادرات التي لها صلة بحماية البيئة والمحافظة على الغابات  والمساحات الخضراء وعمليات غرس الأشجار والحملات التطوعية لنظافة المحيط التي يطلقونها عبر صفحات الفايسبوك في المناسبات.

تفاعل واسع لخدمة البيئة

تلتهب صفحات فايسبوك الرامية إلى خدمة البيئة وتحسين المحيط من أجل رفاهية المجتمع عندما تعرض صور وفيديوهات حول بعض المشاكل البيئية بحي من أحياء المدن الجزائرية أو نشر مقالات أو تعليقات عن تصرفات تشوه صورة المدن، كالرمي العشوائي للقمامات أو ردم التي لها انعكاسات سلبية على بعض المواقع الطبيعية المحمية أو كذا نشر سلوك بيئي واعي يخدم المجتمع للاقتداء به. يساهم النشاط الافتراضي أيضا في توعية النساء الماكثات في البيت من أجل زرع ثقافة الحفاظ على البيئة وحماية المحيط، وإشراكم في القضاء على الكثير من النقاط السوداء التي تؤرق السكان.

مبادرات متنوعة

ومن هذا المنطلق جاءت مبادرات الناشطون الفيسبوكيون من الشباب الجزائري الذي يحلم بمدن ومساحات نظيفة، فبدأت صفحة AlgeriePropre بمشاركة صور ومنشورات توعوية حول البيئة والمحيط وتحفيز النماذج الملهمة التي أحدث تغييرا في هذا المجال كما تقوم أيضا بالتعريف بالمبادرات الجيدة التي يطلقها الشباب الجزائري ويجسدها على أرض الواقع وتشجيع الناشطين على الإستمرار في العمل من أجل حماية البيئة.

من جهتها تعمل الشبكة الخضراء والمؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات  من خلال صفحتها التي على نشر الوعي البيئي لدى نشطاء في الفايسبوك بمختلف شرائحهم الاجتماعية وفئاتهم العمرية، حيث يعرب الكثير في تعليقاتهم عن إعجابهم بالصفحة ويعملون على نشر الصور التحسيسية ونداءات التوعية بأهمية المحافظة على البيئة والتطوع في حملات التنظيف. وتصب الحوارات والنقاشات التي تجري عبر هذه المنصات الافتراضية في مجال البحث عن السبل الكفيلة للارتقاء بمدنية وهران إلى مصاف الحواضر المتوسطية لاسيما أنها تستعد لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط .

الجزائر نظيفة

تضم صفحات الفيسبوك التي تهدف إلى نشر ثقافة الحفاظ على البيئة ونظافة المحيط  وتحقيق حلم الجزائر نظيفة مئات الآلاف من المتابعين، حيث تمكنت صفحة AlgeriePropre من جذب أكثر من 153 ألف متابع، يهتمون بالحفاظ على على البيئة والغابات. من جهتها تضم الشبكة الخضراء أكثر من 50 جمعية فاعلة في المجال ومجموعات تطوعية والمجتمع المدني. وتعمل على نشر الوعي البيئي والعمل على إيجاد الحلول لبعض المشاكل البيئية التي تشوه صورة وهران على حد تعبير منسق هذه الشبكة.

وتمكنت صفحة الشبكة التي بدأت منذ قرابة سنتين من استقطاب كثير من المعجبين، وصل عددهم في ظرف أسبوع واحد إلى أكثر من 100 ألف زائرا من مختلف شرائح المجتمع والفئات العمرية للمشاركة في تظاهرة “تعالوا نحافظ على الطبيعة ” التي تم تنظيمها في مارس 2016.

يقول الشاب جمال وهو متطوع و مهتم بالقضايا البيئية لوكالة الأنباء الجزائرية: “نشر ثقافة البيئة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مهمة وتحقق نتائج ايجابية ميدانيا، حيث أن الاتصال بالاخر عن طريق هذه القنوات لنشر بعض الرسائل التوعوية يكون أسهل كونه يتم في أي وقت وأينما كان المتلقي”.

إشراك المجتمع المدني

يقوم الشباب باشراك المجتمع المدني في الحفاظ على الثروات الغابية والمسطحات المائية، حيث تم استقطاب الكثير من العائلات في الخرجات الاستكشافية والترفيهية إلى بعض الغابات التي لم تكن معروفة  فمثلا في عنابة يقوم الشباب بتنظيم حملات تنظيف الشواطىء بشكل دوري، وفي  وهران ينظم الشبكات خرجات إلى غابتي “رأس العين” بقديل و”العذراء” بمسرغين و”الأقهر”، بالإضافة إلى إشراك الكثير منهم في عمليات تنظيف هذه الفضاءات وتهيئة ممراتها وحملات التشجير في بعض الغابات ومحيط المناطق الرطبة على غرار المسطحة المائية لبحيرة “تلامين” الواقعة شرق وهران.

وظهرت فاعلية الحملات التوعوية في مجال حماية الغابات من الحرائق، في انخفاض عدد الحرائق خلال سنة 2016 مقارنة مع سنة 2015، بفضل تكاثف الجهود في نشر الوعي لدى محبي الطبيعة والنزهات للحفاظ على هذه الثروة الاقتصادية والسياحية.

فرز النفايات

أصبحت مسألة فرز النفايات قبل جمعها ورميها تحظى باهتمام بالغ من قبل المواطنين والمتعاملين الاقتصاديين والمؤسسات المختصة في مجال الرسكلة والاسترجاع بعد استحداث صفحة فايسبوك للمؤسسة العمومية للتسيير مراكز الردم التقني للنفايات، حسب ما ذكرته أمينة المغربي المكلفة بالفرز الانتقائي والاسترجاع .

وبفضل نداءات الفرز لانتقاء النفايات التي تطلقها الصفحة الافتراضية للمؤسسة التي استحدث منذ قرابة السنة تمكنت من جلب 650 زبونا من مؤسسات اقتصادية ومؤسسات تربوية التي أصبح لها وعيا كبيرا بأهمية جمع النفايات وفرزها من أجل تثمينها.

وفي هذا الشأن أكدت مديرة المؤسسة العمومية للتسيير مراكز الردم التقني للنفايات لوهران شلال دليلة أن “المؤسسة تعمل على تطوير استعمال وسائل الاتصال على غرار فايسبوك لتحسيس المواطنين والجمعيات حول أهمية فرز النفايات ورسكلتها وشرح للمواطنين مسألة تثمين النفايات وصيانة المحيط من أجل تنمية مستديمة “. ويبقى الهدف الرئيسي غرس ثقافة حماية البيئة وتحسيس المواطنين بأهمية النفايات كثروة اقتصادية يمكنها خلق مناصب شغل.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى