شابة جزائرية رائدة أعمال في تدوير النفايات

تريد دخول عالم الأعمال وتفكر في إنشاء مؤسسة في مجال الرسكلة وتدوير النفايات؟ إطلع على تجربة الشابة الجزائرية بسمة واستفد منها في إطلاق مشروعك الخاص.

تعمل الشابة بسمة بلبجاوي التي تبلغ 33 سنة من العمر، منذ 7 سنوات في مؤسستها الخاصة في قسنطينة، شرق الجزائر في مجال الرسكلة وتدوير النفايات، وهو التخصص الذي اختارته لدخول مجال ريادة الأعمال. شاركت الشابة في منتدى “هافنغتون بوست المغرب العربي” في باريس حول “إعادة التفكير في العيش معا” في 1 جوان 2017. تعرف على تجربتها وخبرتها في إنشاء مؤسسة Plasticycle Algerie .

هكذا تتم عملية المعالجة

تقوم المؤسسة بجمع وتحويل النفايات البلاستيكية بعد شرائها من الخواص الذين يجمعونها ويقومون بتخزينها وبيعها كنفايات بلاستيكية، أو من مراكز الردعم ومكبات النفايات التقنية العمومية. بعد الحصول على النفايات، تقوم المؤسسة بنقلها إلى مصنعها الموجود في ابن زياد على بعد 25 كيلومتر من مدينة قسنطينة، والمجهز بقناتين لمعالجة النفايات، حيث يتم طحن، غسل، وتجفيف النفايات وتحويلها إلى حبيبات، أي تحليلها إلى PET, PP .PE-HD.

بيع النفايات كمادة أولية

بعد عملية التحويل، يتم بيع النفايات التي تمت إعادة تدويرها كمادة أولية إلى الزبائن من المتعاملين في مجال الصناعة غالبا. ويوظف هذا النشاط المتمثل في الرسكلة 5 أشخاص. من جهة أخرى فإن عمل مؤسسة Plasticycle Algérie، يتمثل في التحسيس الجمهور بأهمية الرسكلة “مثلا الفاعلين في مجال الصناعية، الذين نحاول أن نوضح لهم بأن الرسكلة مربحة إقتصاديا، السكان من أجل تشجيعهم على فرز النفايات المنزلية، وطلاب المدارس الذين نحسسهم بالتربية البيئية”.

اختيار بسمة للاستثمار في مجال الرسكلة بالذات، جاء نتيجة لاحتياجات السوق الوطني، لوجود طلب في الجزائر على المادة الأولية من جهة وفي نفس الوقت وجود الكثير من النفايات البلاستيكية. وتقدر كمية النفايات في البلاد حسب بسمة بـ16 مليون طن في السنة، أي أنه بعد 5 سنوات ستصبح مكبات النفايات ممتلئة، وتوضح: “إذا واصلنا الاستهلاك بهذا الكم، فإن أماكن التفريغ ستصبح مفتوحة. في حالة عدم وجود قواعد وطنية أكثر صرامة، كل شيء سيصبح مغلف في الجزائر بشكل مفرط. بيضة واحدة، على سبيل المثال، يتم تغليفها ثلاث مرات في السوبر ماركت. دون الحديث عن الأكياس البلاستيكية التي تعتبر آفة حقيقية في مجتمعنا”. 

في ظل هذا الوضع، فكرت بسمة في تدوير النفايات من أجل صناعة مواد أولية. وحسب الأرقام المقدمة من قبل الوكالة الوطنية للنفايات، فإن عملية التدوير يمكن أن تحقق مداخيل تقدر بـ56 مليار دينار، ما يعادل 450 مليون أورو، على مدار سنوات وبنسبة نمو تقدر بـ3 بالمئة سنويا. تضيف بسمة: “لكن سوق الرسكلة الوطني مازال غير مستقر والأزمة الإقتصادية التي مست الجزائر منذ إخفاض أسعار البترول جعلت مجال الرسكلة أكثر هشاشة”.

صناعة مازالت هشة

تعتبر الشابة أن أي صناعة جديدة وحديثة يكون دائما الدخول لها في البداية صعب حتى لو كنت تملك فرصة كبيرة لفعل ذلك. منذ سنتين والمؤسسة تعاني بسبب تأثير الأزمة الإقتصادية وتراجع الطلب على التدوير. تصرح: “المتعاملون الصناعيون الذين كانوا يأخذون النفايات التي نقوم برسكلتها لم يعودوا يأخذونها بنفس الكميات أو لا يأخذونها إطلاقا. في المقابل، سعر النفايات غير منظم وهو ما جعلنا نضعف: الخواص الذين يجمعون النفايات ونتعامل معهم لشرائها منهم، يقومون هم بأنفسهم بتحديد الأسعار، وهو ما يطرح أحيانا مشاكل في التموين بهذه النفايات”.

ولهذا ترى بسمة أنه من الضروري وجود تنظيم وطني للقطاع والذي ينظم عملية نقل النفايات، متابعتها وتحديد السعر. العديد من المؤسسات الصغيرة في مجال الرسكلة أوقفت نشاطها بسبب أسعار النفايات وغياب التموين واستحالة بيع منتوجات الرسكلة.

تجربة ناجحة رغم الصعوبات

تعبر بسمة بلبجاوي أن المؤسسة التي أنشأتها قد حققت نجاحا اجتماعي وبيئي أكثر منه إقتصادي “عندما أسسنا الشركة في 2012، وحققنا فكرتنا في الرسكلة ومعالجة النفايات، لا أحد صدق ذلك. كنا نحن فقط من نقوم بعملية التحويل. وبعد احضارنا للآلات وبداية التصنيع، العديد من الأشخاص في المنطقة انخرطوا في المجال، وبدؤوا بصناعة آلاتهم الخاصة بالرسكلة يدويا في قسنطينة، ميلة وسطيف”.

اليوم توجد العديد من المؤسسات الصغيرة في مجال إعادة تدوير النفايات في الشرق الجزائري. وتقول الشابة عن تجربتها: “تلقينا دعم من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب من أجل المشاركة في إنشاء مؤسسات جمع، وتدوير، وتحويل النفايات، كما اتصلنا بوزارة البيئة التي أطلقت مشروع للفرز الإنتقائي في الأحياء، وهو ما سمح بطرح النقاش حول البيئة والطاقات المتجددة”.

استخدمت بسمة “الفيسبوك” في عملها، حيث تتلقى بشكل دائم إتصالات من الشباب في مجال الأعمال الذين يريدون الاستثمار في رسكلة النفايات البلاستيكية، الورقية، الزجاج، إلخ، أين تحاول مساعدتهم من أجل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء. 

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى