زراعة الشمندر السكري في الجزائر لإيقاف استيراد مادة السكر

أحمد علالي، باحث جزائري مختص في الزراعة الصحراوية. يتحدث في هذا المقال عن خصائص زراعة الشمندر السكري وضرورة التفكير الجاد في إدراجها ضمن الزراعات الإستراتيجية في مناطق الجنوب. وذلك نظرا لأهمية هذه الزراعة في توفير ثروة بديلة خارج قطاع المحروقات.

الشمندر السكري بديل لمادة السكر

وذكر المختص المشرف على تجارب زراعة هذا النوع من الخضروات الصناعية في مناطق الجنوب أن زراعة 80 ألف هكتار من الشمندر السكري قادرة على تحقيق اكتفاء ذاتي كلي من المواد الأولية للسكر. وهي تسمح بإنتاج مليون ونصف طن من السكر. وينتج الهكتار الواحد 1.000 قنطار بنسبة سكر تقدر بـ 19 بالمائة. وبالتالي فإن تطوير هذه الزراعة سيسمح بالقضاء نهائيا على استيراد مادة السكر. التي بلغت سنة 2019 أزيد من 726 مليون دولار، حسب الإحصائيات الرسمية لمديرية الدراسات والاستشراف بالجمارك.

وقد نجحت زراعة الشمندر السكري وحققت نتائج “باهرة ” في الأراضي الزراعية ذات الملوحة العالية. والتي تتعدى نسبتها 7 غرامات في اللتر الواحد. وهي أراضي زراعية تعتبر غير خصبة لزراعة عديد الزراعات الأخرى ذات الاستهلاك اليومي على غرار البطاطس، حسب أحمد علالي.

زراعة الشمندر السكري في الجنوب

وتابع أحمد علالي وأشرف على زراعة هذا النوع من الخضروات الصناعية في إحدى المزارع النموذجية بمنطقة هبة ببلدية الرقيبة التي تقع 30 كلم شمال عاصمة الوادي. وأكد لـو.أ.ج ”أن النتائج المخبرية التقنية التي أجريت على هذه الزراعة ذات الأهمية الصناعية منذ 2015 أثبتت نجاعة زراعتها في مناطق الجنوب. وذلك لتوفر هذه المناطق على الخصائص الملائمة للزراعة من ناحية التربة، الماء والمناخ”.

وحسب الباحث فإن تسليط الضوء على زراعة الشمندر السكري في هذه المرحلة يعد من “صميم” دور الباحث نظرا لأهميتها الاقتصادية. والذي أكد وجود العديد من التجارب المخبرية التي لا تزال متواصلة على أنواع أخرى من الزراعات الإستراتيجية في مناطق الجنوب.

استهلاك محدود من المياه

وبخصوص استهلاك زراعة الشمندر السكري لكميات كبيرة من المياه الجوفية. أكد الباحث علالي أن هذا الطرح لا يستند إلى أسس علمية.  مشيرا أن زراعة هذا النوع من الخضروات الصناعية لا يستهلك سوى 10.000 متر مكعب من المياه في الهكتار الواحد بتقنية السقي بالتقطير على غرار الثوم والبصل.

وحسب الباحث لعلالي فإن مساحة هكتار واحد من منتوج الشمندر السكري بعد الجني يستخرج من بقاياه 200 حزمة علف بقيمة غذائية تنافس البرسيم (الفصة). موضحا أن 200 حزمة برسيم تستهلك حوالي 2.000 متر مكعب من المياه. فضلا عن تحويله لبقايا ذات قيمة علفية عالية. وهو اقتصادي في استهلاك المياه بطريقة غير مباشرة. تجدر الإشارة أن تجارب زراعة الشمندر السكري يجري تجسيدها على مستوى 15 موقعا فلاحيا بولاية الوادي. فضلا عن تجارب أخرى بعدد من ولايات جنوب الوطن .

إقرأ أيضا: تجارب ناجحة لزراعة الزعفران في خنشلة

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى