دليل الراغبين في دراسة تخصص المعلوماتية الحيوية

إذا كنت من الطلاب الطموحين وترغب في دراسة تخصص جديد يمكن أن يفتح لك آفاق النجاح والتميز مستقبلا، فإن دراسة تخصص المعلوماتية الحيوية قد يكون الاختيار المثالي لك.

هذا التخصص الحديث جدا، عادة لا يملك الطلاب سواء في الجزائر أو خارجها فكرة شاملة عنه. في هذا المقال تقدم لكم سوبرنوفا دليلا شاملا من إعداد محمد بلحسين، أحد أبرز الباحثين الجزائريين الذين عملوا في مختبرات المعلوماتية الحيوية العالمية. ويجيب فيه عن أهم التساؤلات التي يطرحها الطلاب بشأن هذا التخصص في إطار تعاونه مع “بورصة الأفكار”.

ماستر في المعلوماتية الحيوية: من يمكنه التسجيل؟!

تخصص المعلوماتيه الحيوية هو مجال متعدد التخصصات. يهتم بالعلوم البيولوجية، أين يتم تطبيق التكنولوجيا المعلوماتية والخوارزميات إلى جانب معارف الرياضيات، الفيزياء والإحصاء. وكل ذلك من أجل حل والإجابة على تساؤلات في العلوم البيولوجية، الطبية والكيميائية.

الطلاب الذين يمكنهم التسجيل ودراسة تخصص المعلوماتية الحيوية ليسوا فقط من حاملي شهادات البيولوجيا. ولكن يمكن لطلاب الإعلام الآلي، الكيمياء الجزئية وحتى طلاب الطب والصيدلة أن يلتحق بهذا التخصص.

أكيد لن يكون لهم نفس مجالات التطبيق. ولكن كل مجال سوف يستفيد من المعلوماتية الحيوية على حسب المتطلبات والإشكاليات المطروحة. هناك ثلاث أقسام في هذا المجال:

1. طلاب البيولوجيا والكيمياء الجزئية: يتدربون على إستعمال وتطبيق تكنولوجيا الكمبيوتر من برامج وخوارزميات.

2. طلاب الإعلام الآلي والإحصاء. تهتم هذه المجموعة أكثر بتطوير البرامج والخورزميات التي تستعملها المجموعة السابقة. هذه المجموعة تكون عموما ليس لها مفاهيم معمقة في علوم البيولوجية وبالنسبة لهم ينظرون للمسائل من منظور أرقام وإحصائيات فقط.

3.الطلاب خريجي تخصص ليسانس في المعلوماتية الحيوية مباشرة. هذه المجموعة تكون أكثر إلماما بالجهتين على حد سواء. فهم يكونون قد تلقوا وتدربوا على كل من الإعلام الآلي والبيولوجيا في آن واحد. وعليه  يكون لديهم فهم أكبر للمتطلبات والمسائل المطلوب تحليلها. وأيضا يقومون بتطوير وتطبيق الخوارزميات بأنفسهم بطريقة أكثر تكاملية.

أفضل الجامعات لدراسة المعلوماتية الحيوية

في الحقيقة يوجد هذا التخصص في بعض الجامعات الجزائرية التي تعد على أصابع اليد. ولكن المستوى يبقى محدودا. وهذا راجع لنقص في الأساتذة المختصين والمختبرات في هذا المجال.

المعلوماتيةالحيوية ظهرت منذ أقل من 15 سنة. وهي في تطور دائم وسريع جدا. يجب الحرص على القيام بالتحديثات في المناهج وتدريب الأساتذة لمواكبة هذا التقدم السريع الذي يعرفه علم الوراثة وتكنولوجية التحاليل التسلسلية للاصباغ.

انا أنصح الطلاب المهتمين بهذا المجال بالتسجيل في الخارج. وهكذا نكون جيلا جديدا يمكنه حمل هذه العلوم و العودة بها إلى أرض الوطن.

تقريبا كل الجامعات الأوروبية، الآسيوية والأمريكية تحتوي على برامج دراسية في المعلوماتية الحيوية. ولكن نظرا إلى حاجز اللغة فأنا أنصح كمرحلة أولى بالتسجيل في الجامعات الناطقة بالفرنسية. ولاحقا الإلتحاق بجامعات ناطقة بالإنجليزية من أجل مرحلة الماجستير أو الدكتوراه.

يمكن أيضا للطلاب الراغبين في تعلم لغة ثانية مثل الألمانية أو الصينية، الإستفادة من دوره تدريبية لتعلم اللغة. حيث تقدم معظم الجامعات سنة كاملة للطلاب الأجانب لتعلمهم اللغة قبل الشروع في دراستهم بالتخصص المرغوب فيه.

تحديات تواجه طلاب هذا التخصص

من جهة أخرى على الطلاب التحلي بروح المسؤولية والشجاعة لتخطي التحديات والصعاب التي سوف يواجهونها. على سبيل المثال يمكنني أن اذكر :

  • تحدي  اللغة وخاصة إذا كانت جديدة على الطالب.
  • الإحساس بالغربة. وهذا يمكن مواجهته بالمشاركة في الأنشطة الثقافية.
  • البرامج الدراسة الجامعية سريعة ومكثفة. حيث على الطالب استيعاب كم هائل من المعلومات في وقت قصير. الأحسن هو مشاركة مع مجموعات طلابية للمراجعات.
  • أكبر تحدي هو الجانب المادي. نعم الجامعات الفرنسية أو الألمانية على سبيل المثال لا تكلف إلا رسوم التسجيل. والتي لا تزيد عن 500 أورو. إلا أن تكاليف المعيشة تبقى مرتفعة. والتي تدفع في كثير من الأحيان الطالب إلى العمل خارج أوقات الجامعة على حساب أوقات المراجعة. هناك الكثير من الوظائف الملائمة للطلاب في المطاعم وتوزيع الجرائد وحتى في السيبرماركات الكبيرة. أو يمكن العمل كمدرس لدروس التقوية في البيوت. أهم نقطة هنا هي على الطالب الموازنة بين العمل والدراسة.

الأشياء التي يجب أن يعرفها الطلاب حول البرنامج التعليمي 

عموما إنه وفي جميع الجامعات الأوروبية والتي تحتوي على مناهج المعلوماتية الحيوية تتيح التطور في العديد من التخصصات في آن واحد. حيث يمكن لكل الطلاب، القادمين من برامج يغلب عليها العلوم المعلوماتية والكمبيوتر أو العلوم الحيوية والكمياء الجزئية، تنمية قدراتهم ومهاراتهم. وهذا بتطبيقات وبرامج تدريب مكثفة. وباستعمال علم الاحصاء والإعلام الآلي وخاصة الواثة والطب.

الكثير من الجامعات تتيح مسارين مختلفين في مجال المعلوماتية الحيوية كما هو الحال على سبيل المثال في جامعة مرسيليا. يركز المسار الأول على تعلم كتابة الخوارزميات وتطوير البرامج. وهذا المسار مناسب أكثر لطلاب الإعلام الآلي. ويهتم المسار الثاني أكثر بتطبيقات الخوارزميات والبرامج المطورة في المسار الاول واستعمالها لتقديم حلول واستنتاجات في المجالات الطبية والبحوث العلمية.

ويبقى تخصص المعلوماتية الحيوية من بين أهم التخصصات الحديثة والتي تفتح آفاق كثيرة للطلاب المتميزين وفرص عمل غير محدودة في أرقى الجامعات ومراكز البحث العالمية.

المصدر: سوبرنوفا

إقرأ أيضا: محمد بلحسين باحث جزائري عمل في مختبرات المعلوماتية الحيوية العالمية

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى