خجلك المفرط وخوفك من الآخرين قد يصبح مرضا خطيرا

الخوف شعور معتاد عند كل البشر فمن الطبيعي أن يخاف المرء من الارتفاع الشاهق أو البحر أو بعض الحشرات مثلا، ولكن هذه المخاوف لا تمنعه من ممارسة الحياة والاستمتاع بالتجارب اليومية، ولكنه يصبح رهابا عندما يتحول إلى حاجز يمنعه من القيام بما يريد ومن العيش بصورة طبيعية.

والرهاب الاجتماعي هو شعور مرضي بالخجل والخوف غير المبرر من اللقاءات والمناسبات الاجتماعية  فيشعر المصاب بالخوف من أن يكون محل سخرية أمام الاخرين وينتابه قلق شديد قبل الذهاب إلى أي مناسبة حيث لا يستطيع قول أو فعل الاشياء التي يريدها، وحتى بعد انقضاء الموقف يكون قلقا حول امكانية التصرف بطريقة أفضل مما فعل.

وبالاضافة إلى الأعراض النفسية هنالك أعراض عضوية يعاني منها المصاب بالرهاب الاجتماعي، كخفقان القلب والتنفس بسرعة مع احساس بالاختناق، الشعور بتخدر وألم في الأطراف واحرار الوجه والتعرق الشديد.

وقد تؤدي هذه المشاعر إلى الاصابة بنوبة هلع قد تستمر لعدة دقائق حيث يكون المريض في حالة رعب من فقدان القدرة على التحكم في النفس ويشعر بان قلبه سيتوقف عن النبض غير أنها لا تصيب المريض باي ضرر عضوي غير الاحساس بالضعف والاجهاد عقب انقضائها.

ومع ذلك فان كثيرا مع المرضى يحاولون التكيف معه حيث يحاولون قدر الامكان تجنب المواقف التي تسبب لهم القلق، فيبتعدون عن حضور المناسبات الاجتماعية والحفلات والتسوق وأحيانا يصل الأمر إلى رفض الترقية إلى رتبة قيادية والتضحية بالراتب في سبيل الراحة النفسية. وقد يلجا البعض إلى حلول متطرفة كشرب الكحول والعقاقير المهدئة والتي تزيد الحالة النفسية سوءا و تؤدي إلى الإدمان والإصابة بالاكتئاب.

وبالرغم من صعوبة المشكلة إلا أن هناك طرقا لعلاجها؛ اما عن طريق العلاج النفسي كالتدريب على المهارات الاجتماعية والعلاج السلوكي  باللجوء إلى طبيب مختص في هذا المجال، أو عن طريق العلاج الدوائي وذلك في حالة عدم نجاح العلاج النفسي أو عدم رغبة المريض في ذلك، أو في حالة الاصابة بالاكتئاب حيث يصف الطبيب للمريض مضادات الاكتئاب ليبدأ بالتحسن في غضون ستة أسابيع مع تجنب استعمال المهدئات بصفة منتظمة لتجنب الادمان و التعود عليها.

وبحسب الاحصائيات فان الرهاب الاجتماعي يصيب خمسة من كل مائة شخص في المجتمع حيث تفوق نسبة اصابة النساء به، من مرتين إلى ثلاث مرات، أكثر من الرجال، كما أنه لا يوجد سبب معروف للاصابة بهذا المرض.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى