التوقف عن تناول السكر .. تجربة ملهمة قد تفيدك

هل تفكر في التوقف عن تناول السكر أو حاولت فعل ذلك من قبل؟ تختلف تجارب الناس مع هذا التحدي من شخص لآخر. في هذا المقال يتحدث نجم الدين سيدي عثمان عن تجربته الملهمة بعنوان “تجربتي في الامتناع عن تناول “السكر” 17 يومًا!”..

هذا الكيس الذي أحمله بين يدي هو (سكر أبيض مبلور)، لم أتناول حبة واحدة منه منذ احتفلت بعيد ميلادي يوم 2 نوفمبر الماضي، لم أذق ذرة لا في القهوة ولا في الحليب ولا ضمن محتويات قطعة حلوى.

في العادة اتخاذ قرار الامتناع عن تناول السكر، لا يتم إلا عندما تتفاقم الأمور ويتدخل الطبيب ويحذر بنبرة آمرة، لكنني اتخذته من تلقاء نفسي عندما انتبهت أن تساهلي حيال نظامي الغذائي، جعلني أتناول “طورطة” إلا ربع وحدي مع رغبتي في أكل المزيد.

قررت خوض هذه التجربة دون تفكير عميق، بعدما اطلعت على بعض التجارب عبر “يوتيب”، فما هي التغييرات التي حصلت على جسمي خلال 17 يوما؟ وهل أنصح بالتجربة أم لا؟ وهل سأستمر؟ سأجيبكم بالتفصيل.

في الحقيقة لم أكن اعتقد أننا ندمن السكر، تماما مثل إدمان الكافيين والنيكوتين وأيضا.. الكوكايين، اليوم الأول كان رائعا، لكن في اليوم الثاني من هذه التجربة صادف أنني كنت في يوم إجازة، فبقيت في الفراش صريعًا أتلوى، من أعراض انسحابه المؤلمة، دوخة، دوار وحتى غثيان، إلى درجة أنني فكرت في التراجع وأن أقف على ساقي وأملأ كوب القهوة كما اعتدت على ذلك بـ 12 غرام من السكر.

بحثت يومها وعرفت أن إدمان السكر بالضبط كإدمان المخدرات هذا ما انتهت إليه دراسة حديثة في جامعة كوينزلاند الأسترالية، وبداية من اليوم الرابع خفت الأعراض واختفت في الخامس.

سألت شقيقي إسحاق الذي لا يتناول السكر تماما عن طعم القهوة بلا سكر إن كان سيتغير؟ فقال لي “لا تقلق ستشعر أنها حلوة بعد مرور أسبوعين” فلم أشعر بذلك بعد وما تزال مرّة، (أقل مرارة في الواقع من اليوم الأول) ولست قلقًا ولا مشكلة إن بقي طعمها علقمًا.

وأعتقد بعد مضي هذا الوقت أنه بوسعي التوقف عن تناول السكر الأبيض، دون أن يراودني شعور بالحنين، علما أن من يحدثكم هو آكل شره جدًا للحلويات، ضعيف جدًا أمامها وإن كان تحكم في الأمر بكثير من الصبر والإلتزام خلال العامين الماضيين.

كيف يمكن تعويض السكر الذي يحتاجه الجسم لانتاج الطاقة وعمل الخلايا؟

بالطبع لا أفضل من السكريات البسيطة الموجودة في الفواكه فهي، صحية، نافعة ولا تضر حتى وإن أفرطت في تناولها، كل ولا تفكر في العواقب، وبعد مضي 17 يومًا من بدء التجربة صار أكل موزة أفضل عندي بكثير من ابتلاع قطعة “دونات” أو “tartelette”.

من قبل كانت تبدو مقارنة ظالمة ذلك أن اللذة بالطبع في الحلويات، لكن الأمر يختلف جدا عندما تتخلص من أعراض إدمان السكر، ستفقد رغبتك في تناول ما هو محلى، بل وستعاف، وتصدم عندما ترى وحشا أمامك في المقهى يأكل 3 حبات “ميلفاي” (تنسى أصلا حكاية الديناصور الذي التهم طورطة إلا ربع).

أجريت فحوصًا طبية، وانتهبت إلى تحسن معدل السكري في الدم، والأهم أن ضغط الدم الذي كان مرتفعًا، هبط إلى 12/7 بينما سبق أن وصل ضغط الدم الانبساطي إلى 11 والانقباضي 15 وهذا ليس وراثيًا أبدا، كما أخبرني الطبيب الذي كان سيوجهني إلى طبيب شرايين وقلب، وإنما نتيجة النمط الغذائي غير الصحي الذي انتهجته خلال شهر أكتوبر الماضي.

المنطق يقول: عندما تأكل في وجبة العشاء نقانق مقلية مع علبة “كوممبير” و150 غرام زيتون أخضر وبعض الشيكولاتة، من الطبيعي أن تختل الموازين ويرتفع ضغط الدم إلى السقف. ومع ثلاث ملاعق سكر في القهوة وحبة “ميلفاي” في اليوم التالي، قد تصل التأثيرات سريعًا للقلب. ويمكنكم البحث في تأثير السكر على عمل القلب، فالمراجع كثيرة جدا.

هل أفادتني هذه التجربة؟

جدا، وفي 4 أمور ، النوم بشكل أفضل مما كان عليه الحال من قبل، جوع أقل بكثير، التركيز أفضل، حتى أنني صرت أنتهي من مهامي بأسرع مما كنت، ناهيك عن زيادة النشاط مع اختفاء الخمول الذي كنت أحس به أحيانا في المساء، لكنني لا أخفي عليكم أن مزاجي يتعكر أحيانا على نحو مفاجئ، بسبب تأثير انسحاب السكر المتواصل.
هل أنصح بالامتناع عن تناول السكر؟
صرت أرى أن من تأخر فقد ظلم نفسه كثيرا، شخصيا خسرت 2.5 كلغ دون تعب، فقط بتعويض السكر بكل ما هو طبيعي.

هل سأستمر؟ طبعًا ودون تفكير!!

كيف لا، وقد تلمست بنفسي نتائج جيدة على النفسية والصحة العامة وحتى على بصري، علما أنني صرت مهوسًا بكل ما هو bio فنسيت الخبز مرة أخرى (قاطعته منذ 2018) وعوضته بكسرة طحين القمح الطبيعي الذي أقوم برحيه، ونسيت زيت عباد الشمس الذي أعوضه بزيت الزيتون الطبيعي، أما الطحين الأبيض (الفرينة) فممنوع مثله مثل المرغرين والمايونيز والعصائر الصناعية والمشروبات الغازية، كما قللت جدًا من الملح، دون أدنى شعور بالحرمان.

لماذا أشاركم هذه التجربة

أشارككم تجربة التوقف عن تناول السكر لأن كثيرين منكم يعيشون تجارب أفضل من هذه، ولا يشاركونها ولا أعرف لماذا، شاركوا تجاربكم الايجابية، فقد تحول “فيسبوك” إلى نشرات للتعازي والتحديات (بعضها جميل وبعضها يضخم الأنا) مع عدم اعتراضي على ذلك بالطبع، فأنا لا أصادر حرية أحد منكم بقدر ما أرغب في جعله فضاءً للاستفادة، ولم لا النهل من تجارب بعضنا البعض. كيف تقيم  مقدار تناولك للسكر يوميا؟ وهل يمكنك خوض هذه التجربة؟ أو هل خضتم التجربة من قبل؟.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى