أخر الأخبار

فاطمة بن شيخ باحثة جزائرية في الإلكترونيات الدقيقة باليابان

إذا كنت شغوفا بمجالك العلمي لا تتوقف قبل أن تحقق حلمك واستمر في اكتشاف المزيد. هكذا صنعت فاطمة بن شيخ نجاحها بصفتها باحثة في الإلكترونيات الدقيقة بعد تجربة تعليم طويلة بدأت من الجزائر وانتقلت إلى اليابان مرورا بفرنسا. في هذا الحوار مع مجلة “سوبرنوفا” تتحدث فاطمة عن مشوارها العلمي والمهني وتجربتها الملهمة والمحفزة للشباب والطلاب الطموحين. خاصة في مجالها بصفتها باحثة في الإلكترونيات الدقيقة وصاحبة مؤسسة ناشئة.

باحثة في الإلكترونيات الدقيقة

ولدت فاطمة بن شيخ في سيدي بلعباس وترعرعت في وهران بالجزائر. تخرجت من جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا بدرجة مهندس في الإلكترونيك  عام 2004. عملت كمهندس وقائد فريق خدمة ما بعد البيع في Samha ، Samsung لمدة 3 سنوات.

ولأنها شغوفًة بالبحث العلمي والتقنيات الجديدة، انتقلت إلى فرنسا للدراسة والتخصص في مجال الإلكترونيات الدقيقة والنانوية. وحول هذا تقول فاطمة لمجلة “سوبرنوفا”: “حصلت على شهادة الماستر في الأجهزة الإلكترونية النانوية من جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا سنة 2012 من خلال أطروحة بحث حول خلايا شمسية عضوية بنفث الحبر”.

فاطمة بن شيخ باحثة في الإلكترونيات الدقيقة
فاطمة بن شيخ باحثة في الإلكترونيات الدقيقة

في عام 2015 ، حصلت فاطمة على شهادة الدكتوراه في الإلكترونيات الدقيقة والنانوية من جامعة “إيكس مرسيليا” في فرنسا. وتوضح: “ركزت في أطروحة الدكتوراه على دراسة بصرية ونمذجة الخلايا الشمسية العضوية”.

تجربة جديدة في اليابان

كانت فاطمة تتطلع لاكتشاف طريقة جديدة للحياة وثقافة عمل جديدة، فانتقلت إلى اليابان سنة 2016. هناك عملت خلال الفترة الممتدة من 2016 إلى 2019 في إطار زمالة بعد الدكتوراه تحت إشراف الأستاذ Pr. Chihaya Adachi الذي ابتكر تقنية جديدة أو جيل جديد من الجزيئات يسمى (TADF) في مركز الضوئيات العضوية وبحوث الإلكترونيات (OPERA) في جامعة كيوشو، حسب ما أوضحته فاطمة.

وعن مجال اهتمامها العلمي تقول فاطمة بن شيخ: “اهتمامي البحثي هو الإلكترونيات الضوئية العضوية مع التركيز على ليزر OLED وأشباه الموصلات العضوية. في مارس 2019 شاركت في تأسيس مشروع يسمى KOALA Tech. Inc. وهي شركة ناشئة مبتكرة عالية التقنية. هدفها هو البحث عن تطبيق جديد للإلكترونيات العضوية”.

أسست شركة ناشئة

تشغل فاطمة حاليا منصب المدير التنفيذي للشركة الناشئة KOALA Tech. وكذلك أستاذ مشارك زائر في جامعة كيوشو. نظرًا لخلفيتها الدولية، تشارك فاطمة بن الشيخ في تعاون مع مجموعات بحثية في أستراليا وأوروبا والمملكة المتحدة والصين.

وهو ما أهلها للحصول على عدة تكريمات. وعن هذا تقول فاطمة: “حصلت على شهادة APC Waiver Certificate عن عرض بحث أصلي يتعلق بالليزر العضوي، من قبل المجتمع الأسترالي لأشباه الموصلات العضوية المتقدمة AUCAOS في 2017، أستراليا. وجائزة بلاتينية لعرض شفوي عن الليزر العضوي في ثلاثة حدود من أشباه الموصلات العضوية بالليزر في عام 2019، أستراليا”.

علاوة على ذلك، ففاطمة على المستوى الشخصي، شخصية مفعمة بالتفاؤل والاستقلالية. تبحث عن الأصالة وتعدد المهام بسهولة دون أن تثبط عزيمتها. وتؤمن بضرورة التفكير خارج الصندوق والشغف بكل عمل تقوم به يؤدي إلى تغييرات إيجابية في حياتها ومحيطها.

السفر خطوة مهمة للنجاح

وعن النصيحة التي يمكن أن تقدمها للطلاب الذين يرغبون في الدراسة في الخارج وخاصة في دول مثل اليابان تقول فاطمة لـسوبرنوفا: “في بعض المجالات، نحتاج إلى السفر لاكتساب المزيد من الخبرة والمهارات مثل الإلكترونيات العضوية والنانو. ومع ذلك، علينا أن نستهدف المكان الجيد. بمجرد اختيار دولة ومختبر، يجب أن يتماشى هذان الخياران مع أهدافنا العلمية”.

وترى فاطمة أن السفر مهم جدا. يساعدنا على الحصول على أفكار مبتكرة ومبتكرة. والأهم من ذلك أنه يساعدنا على الخروج من منطقة الراحة لدينا ويعزز ثقتنا بأنفسنا. بالإضافة إلى ذلك فإن لقاء أشخاص مختلفين من ثقافات مختلفة يوفر لنا التعليم الذي من المستحيل الحصول عليه في الجامعة.

وتقول في هذه النقطة: “عندما وصلت إلى اليابان، لم أكن أتحدث اليابانية ولكن اكتشفت أنه في الحياة اليومية أحيانًا يمكننا التواصل مع الناس على الرغم من أننا لا نتكلم نفس اللغة. لحسن الحظ، في المختبر معظم الباحثين يتحدثون باللغة الانجليزية. كان هذا مفيدًا جدًا بالنسبة لي في البداية. الآن، أتعلم اللغة اليابانية بنشاط لأنني أسست شركة ناشئة في اليابان وأحتاج حقًا إلى التحدث باللغة اليابانية من أجل فهم المزيد من عقول واتجاهات الأعمال وأيضًا لأنني أحب هذه الثقافة كثيرًا وأريد أن أفهم المزيد عنها”.

نقل خبرتها للطلاب الجزائريين

في المخيم الافتراضي الأخير 2020 الذي نظمه مراد بوعاش، سوسن شدادي ومحمد سنوسي، شاركت فاطمة بن شيخ. وتقول عن مشاركتها لـسوبرنوفا: “قدمت بحثي حيث أعمل في مجال الأجهزة التي ينبعث منها الضوء وشاهدنا أن هذه الأجهزة قد شهدت تقدمًا هائلاً وانتقلت من جهاز الإضاءة إلى شاشات العرض”.

وترى فاطمة أن التحديات التي تواجه الجيل القادم من شاشات العرض تتمثل في دمج العديد من الوظائف في شاشات عرض واحدة مثل التعرف على الوجه أو القزحية أو بصمات الأصابع وأجهزة الاستشعار الحيوية مثل جهاز استشعار الجلوكوز.

في هذا السياق، وفيما يتعلق بجزء البرامج، توصي الطلاب بالنظر في التقنيات المتعلقة بالتعرف على الكائنات عبر الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. فيما يتعلق بجزء الأجهزة، توصي بالنظر في تقنيات التصنيع وتحسين الشاشات المرنة والشفافة.

تتطلع فاطمة لتقديم مؤتمرات للطلاب الجزائريين مستقبلا: “سأكون سعيدًا جدًا لتقديم المؤتمرات والتواصل مع الطلاب. يسعدني أيضًا أن أشارك تجربتي العلمية والمهنية لتوجيه الطلاب في مجال الإلكترونيات الدقيقة والنانوية على وجه الخصوص”. أما في المجال العلمي، تركز مشاريعها البحثية على فهم وتحسين أداء أجهزة إنبعاث الضوء مثل OLEDs. وتبقى تجربة فاطمة بن شيخ من التجارب الملهمة للشباب والطلاب الراغبين في الدراسة والسفر لإشباع شغفهم.

المصدر: سوبرنوفا

روابط:

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى