جامع كتشاوة شاهد على تاريخ الجزائر العميق

جامع كتشاوة أعرق المساجد التاريخية في الجزائر العاصمة، وشاهد على تاريخ 4 قرون من الزمن. بني من قبل حسن باشا في العهد العثماني، وبالتحديد سنة 1600م. بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر حوله الاستعمار إلى كنيسة، بأمر من الجنرال الدوق دور روفيغو.

لم يكتف بذلك، بل قام جمع المصاحف الموجودة فيه وإخراجها إلى ساحة الماعز المجاورة التي صارت تحمل فيما بعد اسم ساحة الشهداء، وأحرقها عن آخرها، فكان منظرا أشبه بمنظر إحراق هولاكو للكتب في بغداد عندما اجتاحها.

تحول جامعة كتشاوة إلى كنيسة

حملـت الكنيسة اسم “سانت فيليب”، وصلّى المسيحيون فيها أول صلاة مسيحية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م، فبعثت الملكة “إميلي زوجة لويس فيليب” هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة، أما الملك فأرسل الستائر الفاخـرة، وبعث البابا “غريغور السادس عشر” تماثيل للقديسين.

يمثل جامع كتشاوة تحفة معمارية تركية فريدة من نوعها، وقد سمي بـ كتشاوة نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة، وكان الأتراك يطلقون عليها اسم: سوق الماعز، حيث أن كلمة كتشاوة بالتركية تعني عنزة. يقع المسجد بالقرب من القصبة، التي تعود بناياتها للعهد العثماني في الجزائر.

استرجاع جامع كتشاوة

بعد الاستقلال مباشرة، تم استرجاع الجامع، وتحويله مجددا من كنيسة إلى مسجد، وصلى فيه المسلمون صلاة الجمعة، وكان خطيبها العالم الجزائري البشير الإبراهيمي. ودأب القائمون على المسجد بتنظيم الندوات في شهر رمضان كل جمعة بعد صلاة العصر يحضرها كبار المشايخ لمناقشة ما يتعلق  بضرورة معرفته من شؤون الدين، هذا بالإضافة إلى البرنامج السنوي لتحفيظ الصغار القرآن يوميا من العصر حتى إلى صلاة العشاء.

وأثمر هذا البرنامج على تخرج المئات من حفظة القرآن الكريم، هذا إضافة إلى تعليم النساء وتحفيظهن القرآن بإشراف الشيخ الطاهر الإمام، أو بإشراف مرشدة يزكيها الشيخ الطاهر. كما يحظى مسجد كتشاوة، إضافة للجامع الكبير باستقبال العلماء الكبار الوافدين إلى الجزائر من مختلق ربوع العالم الإسلامي، حيث تقام دروس يحضرها الآلاف من المصلين.

تعاقب الآثار

يعكس الجامع تعاقب الآثار التي  مرمت عليه من بنائه وإلى يومنا هذا، منها جملة من الكتابات الرائعة التي تمتد بتشكيلها إلى الامتداد الثقافي الإسلامي، والتي تم فصلها في العام 1855 حيث تم نقلها إلى متحف بفرنسا، واستبدلت بنقوش أخرى تعكس الواقع الثقافي الديني الفرنسي .ومن جملة الزخارف والنقوش التي كانت مكتوبة آيات قرآنية ، التي أبدعته يد الخطاط إبراهيم جاكرهي أثناء إنشاء المسجد في العهد العثماني.

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى