إعداد مذكرة التخرج .. هاجس الطلاب الجزائريين

يعتبر إعداد مذكرة التخرج بالنسبة للطلاب الجزائريين أهم مرحلة في المشوار الدراسي. وتسبب للكثير منهم هاجسا ومصدر قلق وتوتر دائما. ويعتبرون انجاز المذكرة أو تقرير التربص الميداني المتخصص العقبة الحقيقية، بسبب الصعوبات والمشاكل التي تواجههم بداية من اختيار الموضوع إلى غاية انجاز المذكرة وانهائها وحصولهم على الشهادة من أجل التطلع لمستقبل مهني.

البحث عن مؤسسة للتربص

ويتطلب إعداد مذكرة تخرج قدر كبير من الجهد والامكانيات. وتبدأ معاناة الطلاب الحقيقية في السنة الأخيرة من الدراسة بسبب رزنامة الدروس والإمتحانات من جهة. تضاف اليها ضرورة ايجاد مكان أو مؤسسة مستقبلة للتربص عن طريق استغلال معارفهم الشخصية وعلاقاتهم التي عادة تكون محدودة. وفي الأخير هاجس انجاز المذكرة ومنهجيتها.

ويعتبر الطلاب المرحلة الصعبة في اختيار الموضوع، أين يحاولون تقديم إضافة بموضوع جديد وغير مستهلك مع مراعاة توفر الكتب والمراجع التي تساعده في بحثه. في حين يواجه آخرون في تخصصات أخرى، مشكلة أكبر عندما يجدون أنفسهم مجبرين على دراسة موضوع لا يريدونه من بين القائمة المحددة التي تنشرها الإدارة.

الوصول للمراجع

وتضاف إلى تلك الصعوبات التي يواجهها الطلاب بعزم وبتحدي، مشكلة الوصول إلى المراجع، إما لقلتها أو عدم توفرها وإما لاصطدامهم بسوء التنظيم والتسيير التعسفي لكثير من أعوان المكتبات الجامعية التي مازالت لم تدخل بعد زمن الرقمنة. ويقول، عبد الرحمن طالب بجامعة الجزائر: “أمر مرهق جسديا وذهنيا، فبعد الوقوف في طابور طويل وانتظار لا ينتهي تصطدم بعدم توفر مراجع علمية في موضوع التخصص وإذا وجدتها تكون قديمة جدا”.

وتضيف الطالبة س. مروة على شهادة زميلها:  “عدد المراجع قليل جدا مقارنة بعدد الطلاب، ونحن مطالبون بإرجاعها في وقت قصير غير كاف، وفي حال أي تأخر نتعرض للعقوبة”. ورغم هذه الصعوبات لا يستسلم الطلاب ويجتهدون لاكمال مذكراتهم.

صعوبة الدراسة الميدانية

ومع أن استعداد الطلاب لاعداد مذكرة التخرج يبدأ من بداية السنة، إلى أن الغالبية يواجهون تأخرا في اعداد المذكرة وعدم اتمامها في الآجال المحددة، نتيجة صعوبة الدراسة الميدانية لاسيما تلك المتعلقة بالمؤسسات التي عادة ما لا يتعاون المسؤولون بها مع الطلاب ولا يمنحونهم القدر الكافي من المعطيات والبيانات التي تتطلبها دراستهم ومواضيعهم. وتقول في هذا رميساء طالبة في اختصاص المالية: “بصراحة أشعر بالندم لإختيار هذا التخصص، كل مرة أطرق باب مؤسسة من أجل التربص يتم رفضي، لقد سئمت منهم”.

المناقشة حلم لا يتحقق

رغم كل ما سبق فان غالبية الطلاب يتدمرون على مدار السنة من عدم قدرتهم في نهاية السنة من مناقشة مذكرات تخرجهم. وترجع الإدارة هذا الأمر إلى العدد الكبير من الطلاب المتخرجين الذي لا يسمح بتكوين لجنة مناقشة للجميع، فتكتفي بتصحيح هذه الأعمال وتقييمها دون مناقشة.  يقول، الطالب ط.أسام: “من المؤسف حقا أن يضيع عمل سنة كاملة دون أدنى تقدير، عدم المناقشة ظلم للطالب وقتل لارادته في التفوق”.

ويبقى الطلاب الذي يدونون الصعوبات التي واجهتهم في انجاز مذكراتهم يأملون بمحاولة ايجاد حلول لها، من خلال خلق اتفاقيات تعاون بين الجامعات والمؤسسات من أجل تسهيل عملية قبلول الطلاب لانجاز تلابصاتهم ودراساتهم الميدانية والتخفيف عنهم من الجهد والسعي في البحث عن مؤسسات تقبل تربصهم والتي غالبيا تنتهي هذه المحاولات بالفشل.

الكاتب: مريم مسعودي

شارِكنا رأيك بتعليق!

(التعليقات)

زر الذهاب إلى الأعلى